الواحدة زوالا، من أمام مبنى وزارة الصحة بالعاصمة الرباط بدأت أفواج من طلبة الطب في الالتحاق بالمكان استعداد للمسيرة الاحتجاجية التي دعت إليها التنسيقية الوطنية لطلبة الطب بالمغرب، مرتدين وزراتهم البيضاء وحاملين عتاد إنجاح شكلهم الاحتجاجي، الذي يأتي في سياق تصريحات تصعيدية لكل من وزير الصحة، أنس الدكالي، ووزير التربية الوطنية، سعيد أمزازي، بخصوص عدم الاستجابة للمطالب وضرورة العودة إلى الكليات. واستجابت لنداء المسيرة الوطنية مختلف فروع كليات الطب، حيث سجلت كل المواقع الجامعية حضورها، وذلك رغم منع طلبة أكادير من التنقل صوب العاصمة. وتعالت أصوات الطلاب رافضة ل"ضرب جودة المدرسة العمومية لصالح القطاع الخاص، وتمرير الأمر من خلال استراتيجيات عشوائية واكبت تنزيل مشروع كليات الطب الخاصة والشراكات المبرمة مع الجامعات العمومية التي تحيل على استغلال القطاع العمومي من طرف الخواص". وحمل المحتجون مسؤولية واقع الإضراب ومقاطعة الدروس الذي تعيشه مختلف المؤسسات الجامعية إلى وزارتي الصحة والتعليم، اللتين لم تستجيبا لمطالبهم المشروعة، ولم تجلس إلى طاولة حوار جدي معهم، كما أنها رمتهم بمقترحات ضبابية في معظمها، ولم تأت بأجرأة فعلية لما تم الاتفاق عليه بين الطرفين، مشددين على أن ما اقترحته الوزارة تم رفضه بالأغلبية المطلقة. ورفع المحتجون على طول مسار المسيرة صوب مقر البرلمان شعارات منددة بالوضع الحالي لكليات الطب، من قبيل: "بالوحدة والتضامن .. لي بغيناه يكون يكون، و"لا لا وألف لا .. للخوصصة المهزلة"، و"علاش جينا واحتجينا .. على المهنة لي حبينا"، محذرين الوزارة من دنو خيار السنة البيضاء بعد أن شارف إضرابهم عن الدروس على الشهر الثاني. وفي هذا الصدد، قال أيوب أبويبجي، المنسق الوطني لطلبة الطب بالمغرب، إن "المسيرة تأتي ردا على الاتهامات والتهديدات التي أطلقها الوزيران خلال الندوة الصحافية ليوم أمس"، مشيرا إلى أن "التنسيقية على استعداد دائم من أجل الحوار، والمطالب لا تخرج عن صبغتها الأكاديمية الصرفة، وتهم المواطن المغربي وطالب الطب". وتحدى أبويبجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "يأتي الوزيران بمطالب ليست أكاديمية داخل الملف الذي يطرحه طلبة الطب"، مشددا على أن "المحتجين يدافعون عن التكوين الطبي والدفاع عن الجامعة العمومية ضد المحاولات الاستغلالية التي يكرسها القطاع الخاص"، مطالبا ب"تحسين نظام تدريس الطب، ووقف استغلال طلبة السنة السابعة في المناطق النائية، وتعيين أطباء رسميين". وأوضح الفاعل الطلابي أن "لا أهداف سياسية لدى التنسيقية، ويجب على الحكومة التعامل بجدية ومسؤولية عوض رمي التهديدات، فالطلبة شباب حاملون لهمّ المنظومة الصحية، والوزارة عليها أن تجالسهم من أجل الحوار".