تلقت الشابة الباكستانية ناتاشا روبن وعودا بالزوج من رجل "ثري" و"مسيحي" في الصين، لكنها وجدت بدلا من ذلك جحيما من العبودية الجنسية والعنف الذكوري، ما تعرضت له كثيرات تم تهريبهن إلى البلد المجاور لمواجهة نقص السيدات في سن الزواج. وظهرت مثل هذه المشكلة لأن في بلد مثل الصين يولد ذكور أكثر من الإناث، ما يمثل فجوة تتفاقم بسبب تفضيل الأبناء الذكور وسياسة الطفل الواحد التي طبقت بين عامي 1979 و2015 وسط إهمال في تربية الفتيات. لذلك، فليس من الغريب أن يتم إقناع المئات من الباكستانيات كل عام بالزواج من صينيين، ما يجري الترتيب له عبر وسطاء محليين، وهو وضع لم يكن بعيدا عن ناتاشا التي تنحدر من مدينة فيصل آباد الكائنة شرقي باكستان. وقام وسيط يعرف نفسه ب"أنس" بتزويجها بصيني يدعى لي تشانج لي، وهو رجل من المفترض أنه ثري ومسيحي، وكان في باكستان للبحث عن زوجة تحمل تأشيرة زيارة ووعدها بجنة ومنزل كبير في وسط الصين. وفي تصريحات ل(إفي)، أوضحت ناتاشا البالغة من العمر 22 عاما أنها تعرضت ل"عملية احتيال". وذكرت أن منزل لي لم يكن له أي علاقة بالصور التي عرضت عليها قبل الزواج بشأن مكان الإقامة بالصين، موضحة أنه لم يكن يحتوي حتى على دورة مياه. وأشارت الشابة إلى أنها اكتشفت أن الزوج ينتمي إلى ديانة أخرى غير المسيحية التي تنتمي إليها، مما جعلها تعيش تجربة "مروعة" وتضطر لنوعية حياة "أسوأ" من تلك التي كانت في قريتها الباكستانية. وقالت ناتاشا: "اعتاد أن يُحضر رجالا إلى المنزل وأجبرني على ممارسة الجنس معهم، لذلك كان علي أن أفعل ذلك، وإذا رفضت، كان يضربني أو يعذبني بزعم أنه دفع أموال لوالدي من أجلي وكان يتوجب عليه استرداد المبلغ". وتمكنت ناتاشا من الطلاق بعد أن أمضت 12 يوما في الجحيم، وعادت إلى بلدها، لكن هذا لا يحدث مع جميع الفتيات اللواتي يعشن نفس التجربة. وتعتبر الأقلية المسيحية تجمعا فقيرا ومهمشا وسط الغالبية المسلمة في باكستان، لذا تكون معرضة بشكل خاص لمثل هذه الآفة التي انتشرت خلال العامين الماضيين، وفق ما صرح به الناشط الحقوقي سليم إقبال ل(إفي). ومنذ أن بدأ المصدر التحقيق في هذا النوع من الزيجات في أكتوبر الماضي، تم اقتياد ما لا يقل عن 700 مسيحية و300 مسلمة من باكستان إلى الصين كزوجات، منهن فقط نحو 100 تمكن من العودة، بحسب إقبال. وخلال الأشهر الأخيرة، اعتقلت السلطات الباكستانية حوالي 40 شخصا متورطين في هذا النوع من الاتجار بالبشر. وأكدت وكالة التحقيقات الفيدرالية الباكستانية ل(إفي) وجود عصابات صينية تعمل من خلال وسطاء محليين -باستخدام حجة الزواج- في الاتجار بالسيدات اللواتي تصبحن فيما بعد ضحايا للاستعباد الجنسي. وفي تقرير صدر مؤخرا، ذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش أن مثل هذه الحالات "تشبه بشكل مثير للقلق" ما تتعرض له "عرائس" يتم اقتيادهن إلى الصين من ميانمار وكوريا الشمالية ولاوس وكمبوديا وفيتنام. ويحدث كل هذا جراء ندرة السيدات في الصين، حيث كان يتوجب أن تكون ما بين 30 و40 مليون منهن حاليا على قيد الحياة لكن لم يحدث ذلك بسبب الأفضلية التي يحظى بها الطفل الذكر في العملاق الآسيوي. وتشير تقديرات إلى أنه بحلول عام 2030 سيكون 25% من الرجال الصينيين في سن يقارب من الأربعينات غير متزوجين، وفقا للمنظمة الحقوقية. من جانبها، أقرت السفارة الصينية في إسلام أباد عبر عدة بيانات وجود "بعض مراكز زواج غير قانونية"، لكنها نفت أن تؤدي هذه الزيجات إلى "دعارة قسرية أو بيع أعضاء الباكستانيات اللواتي يعشن في الصين بعد الزواج". وفي تصريحات ل(إفي)، قالت فتاة مسيحية تدعى ماهيك برويز إنها تعرضت للحبس على يد عصابة في منزل بمدينة لاهور شرقي باكستان بينما كان يتم تجهيز وثائق سفرها بعد الزواج. وكانت هذه الشابة من المحظوظات، إذ ساعدتها عائلتها على الهروب من هذا الحجيم. وقالت برويز "احتجزوني عنوة في منزل بلاهور لمدة شهر ونصف، ثم أدركت أن ما أخبروني به كان محض كذبة". واستطردت: "كان هناك منزلان آخران في شارعنا، يعيش فيها 22 من هؤلاء "العرائس". *إفى