قال جايسون غرينبلات، الممثل الخاص لترامب للمفاوضات الدولية، إن المغرب بلد مهم وحليف للولايات المتحدةالأمريكية، وذلك بعد حفل إفطار جمعه مع الملك محمد السادس، الثلاثاء في إقامته بسلا، رفقة جاريد كوشنر، مستشار الرئيس دونالد ترامب. وكتب غرينبلات على حسابه "تويتر": "تشرفنا مشاركة الإفطار هذا المساء مع جلالة الملك محمد السادس، وولي العهد الأمير مولاي الحسن، ووزير الخارجية ناصر بوريطة، وجاريد كوشنر. شكراً لصاحب الجلالة على أمسية خاصة ومشاركة حكمتكم. المغرب صديق مهم وحليف للولايات المتحدة". وحل غرينبلات رفقة كوشنر، وهو صهر ترامب، بالمغرب في إطار زيارة ستقوده في ما بعد إلى الأردن وإسرائيل، في إطار الاستعداد لكشف تفاصيل "صفقة القرن"، كخطة للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إذ ينتظر أن يميط اللثام عن تفاصيلها الاقتصادية في مؤتمر الشهر المقبل في المنامة. ويعتبر كوشنر أكبر مستشاري ترامب، وهو مكلف بخطة السلام الإسرائيلية-الفلسطينية، التي يسعى ترامب من خلالها إلى التوصل إلى "اتفاق نهائي" بين الطرفين، ليحقق النجاح في ما فشل كل أسلافه من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء. لكن مساعي ترامب لكشف خطته لاقت رفضاً كبيراً، فقد أعلن الفلسطينيون مقاطعة المؤتمر، كما دشنوا مقاطعةً للإدارة الأمريكية منذ أن اعترفت واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل في دجنبر من سنة 2017. وتأتي تحركات كوشنر في إطار الحصول على تأييد قسم من الفلسطينيين عبر الوعد بتنمية اقتصادية فعلية، كما يسعى إلى الحصول على دعم دول عربية حليفة للولايات المتحدة لتحقيق الاتفاق. ومن المقرر أن يزور كوشنر يوم فاتح يونيو المقبل سويسرا ثم بريطانيا، حيث سيُشارك في زيارة الدولة التي يقوم بها دونالد ترامب. ومن المنتظر أن تكشف الولاياتالمتحدة في 25 و26 يونيو، خلال مؤتمر المنامة، عن الشق الاقتصادي من خطتها للسلام التي لم يكشف عن شقها السياسي بعد. واختير لهذا المؤتمر الاقتصادي في البحرين شعار "من السلام إلى الازدهار"، وسيجمع إلى جانب مسؤولين حكوميين ممثلين عن المجتمع المدني وعالم الأعمال، وتهدف من خلاله أمريكا إلى "تشجيع الدعم لاستثمارات ومبادرات اقتصادية محتملة يمكن أن تجعل اتفاق سلام ممكن". لكن المعنيين بالأمر، وهم الفلسطينيون، أعلنوا مقاطعتهم للمؤتمر، إذ قال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إن هذه "محاولات تسعى إلى تشجيع التطبيع الاقتصادي للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين". وأضاف المسؤول الفلسطيني أن "القضية لا تتجلى في تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني، بل في تعزيز قدرة فلسطين على السيطرة على مواردها ومعابرها وحدودها وتجسيد سيادتها من خلال إنهاء الاحتلال". ويُحيط مستشار ترامب جاريد كوشنر خطته بكثير من السرية، وقد وعد منذ عدة أشهر بأفكار جديدة بديلة للمقاربات التقليدية التي لم تتح التوصل إلى اتفاق، وبعث سابقاً إشارات إلى كون الخطب لن تقترح حل الدولتين الذي كانت الولاياتالمتحدة تؤيده في مفاوضات السلام.