قال مسعود بوحسين، رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، إن الإبداع المغربي سقط في "الجمهور عايز كِدة". وأضاف، في ندوة نظمتها شبيبة العدالة والتنمية مساء الأحد بالعاصمة الرباط، أنه "رغم وجود أشياء جميلة"، فإن هناك ما يمس استقلالية المبدع في ظل ضغط الإشهار، وضغط ملاءمة الذوق السائد. وقدّم بوحسين مثالا ب"السيتكومات" الرمضانية التي تنتج بعضها حلقة في اليوم، رغم أن الإبداع يحتاج تفكيرا ووقتا ومحاولات متعددة للاختيار. وأضاف قائلا إن "دعم الدولة عامل مشروع ولا يمكن أن تكون بدونه ثقافة، ولكن له جانبا سلبيا هو جيوب الريع التي تنعكس على فاعلين بتخفيض السوق؛ لأن المهم بالنسبة إليهم هو ما سيبقى من قيمة الدعم لا أَن يُنجَزَ العمل الفني زمنيا، مما يجعلنا نجد بالتالي إبداعات قابلة للاستعمال مرة واحدة". ويرى رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية أن مفاهيم الجودة والرداءة لا يمكن أن يقارَب بها عمليا القطاع الفني، بل يجب استحضار مفاهيم مثل: "رفع التنافسية"؛ لأن القيمَ الفنية قيمٌ مطلقة، فهناك الجيِّدُ والأجود فالأجود منه... وهو ما يجعل المجال الإبداعي، بالنسبة إلى بوحسين، "غير مضمونِ النتيجةِ اقتصاديا وإبداعيا"؛ لأنه لا يوجد مبدِعٌ يضمن أن إبداعه سيكون ناجحا بشكل كبير، قبل أن يستدرك قائلا: "لكن هناك فرقا في دول أخرى بين الإنتاج والتسويق، حيث تُسَوَّقُ الأعمالُ الناجحة، بينما عندنا هناك ربط بينهما". وذكر نقيب مهنيي الفنون الدرامية أن هناك إيمانا دائما بأن رفعَ مستوى الجودة رهين بتقنين المجال، وأن كل ما تم القيام به في النقابة؛ فيما يتعلق بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للفنانين، رهينٌ بهيكلة القطاع الذي يعرف رغم إيجابياته فوضى، وهو ما يعني أن الإبداع المغربي، رغم غنى المشهد الفني والدرامي، ينقصه نوع من الغربلة التي تسمح بتنامي الجودة. وانتقد بوحسين عدم وجود تحرير حقيقي للقطاع السمعي البصري في المغرب. وزاد موضّحا أنه "عندما يكون المشهد ضيقا ومحدوداً، وتتحكَّمُ فيه أحيانا أيادٍ خارجَ أجهزة الدولة، ويكون نموذجُهُ مبنيا على الأعمال المادية، مثل قطاع البناء، فإن هذا لا ينسجم مع طبيعة العمل الفني كمنتوج فكري"، مؤكدا أن "أسئلة اليوم ستصبح متجاوزة مع البث التدفقي في أجل أقصاه عشر سنوات".