جمعت مائدة إفطار رمضانية، الخميس الماضي بسانتياغو، العديد من الشخصيات التي تنتمي إلى جنسيات وأديان متباينة، وذلك في أجواء ميزها التوادد وتقاسم قيم الأخوة والتضامن، وهي سمات تطبع شهر رمضان الفضيل. وخلال حفل الافطار، الذي نظم بمبادرة من سفارة المغرب بالشيلي، تقاسمت الشخصيات التي تعتنق ديانات مختلفة قيم شهر رمضان المعظم في إطار ودي ومغربي صرف. والتأم على مائدة إفطار واحدة، كل من سيرخيو آباد، أسقف كنيسة أنتيوكيا بالشيلي، ومحمد سعيد رومي، عن المركز الاسلامي بالشيلي-مسجد السلام بسانتياغو، وكليستينو أوس براكو، الأسقف بالنيابة للكنيسة الكاثوليكية بسانتياغو، بالاضافة إلى أبراهام كوهين، رئيس طائفة السفارديم بالشيلي. وثمن الحضور الحمولة الرمزية القوية لهذه المبادرة "التي جمعت الديانات الثلاث الرئيسية بالعالم، الكاثوليكية واليهودية و الاسلامية حول مائدة واحدة" وتمكينهم من "الحوار كأشقاء"، مسلطين الضوء على المساهمة الكبيرة للمغرب في تعزيز الحوار بين الأديان وعمله، كدولة اسلامية عريقة، بشأن التقريب بين الأديان التوحيدية. وأشاروا إلى أن حفل الافطار يعتبر "مناسبة للتبادل الثقافي والديني بين مختلف الطوائف" في هذا العالم "الذي بات أكثر تعقيدا يوما بعد آخر ". من جهتها، أبرزت كنزة الغالي، سفيرة المغرب بالشيلي، رمزية هذه المبادرة، مشددة على أهمية التعايش بين مختلف الأديان والمعتقدات. وتابعت الديبلوماسية المغربية أن المملكة كانت على الدوام أرضا للسلام والتسامح والتعايش المنسجم بين المسلمين واليهود والمسيحيين، وذكرت بأهمية الزيارة الأخيرة التي قام بها البابا فرانسيس الى المغرب يومي 30 و31 مارس الماضي. وكان فن الطبخ المغربي، ممثلا في مأكولات ووجبات تقليدية وما يواكبها من مواد تزين المائدة المغربية خلال شهر رمضان، في الموعد خلال هذا الاستقبال الذي جمع ممثلي أديان متعددة حول مائدة إفطار واحدة بهدف تعزيز قيم الحوار والتفاعل بين الثقافات و العيش المشترك في أجواء ودية تماثل الأجواء بالبلد الأم.