بحملة دعم كبيرة استحضرت محطات ساندت فيها أسماء برلمانية أوروبية معتقلي "حراك الريف"، عبأ المغاربة المقيمون بالديار الهولندية لصعود الأحزاب السياسية التي نقلت صوت المنطقة إلى مقرات المؤسسات الأوروبية، حيث مكنت أصوات الريفيين كاتي بيري، المرشحة في حزب العمل، من البرلمان الأوروبي لولاية أخرى، جزاء على كل ما قدمته للعائلات ولقائد حراك الريف ناصر الزفزافي، وعملها على إيصاله إلى المرحلة النهائية من جائزة "ساخاروف" لحقوق الإنسان. الحملة، التي قادتها أوجه ريفية معروفة على المستوى الأوروبي، مكنت من رفع أسهم حزب العمل الذي حقق تقدما لافتا على حساب الليبراليين والشعبويين في الانتخابات، وتمكن بفضل ذلك من ضمان خمسة مقاعد في البرلمان القاري من أصل 26 متاحة لهولندا؛ وهو ما ينذر باستمرار حضور ملف "حراك الريف" داخل المؤسسات الأوروبية، واستمرار الصدام الحاصل على المستوى الدبلوماسي بين الخارجيتين الهولندية والمغربية. ويراهن الريفيون على العديد من الأصوات داخل أوروبا من أجل دعم ملف المعتقلين دوليا. فإلى جانب هولندا، يعلو صوت ميكيل إربان كريسبو، من داخل إسبانيا، فيما يأتي مغاربة بلجيكا على رأس المدعومين، ويتعلق الأمر بعيسى دمام أوشاوي عن حزب الخضر، وخالد المنصوري عن الحزب الاشتراكي، ولوك بان كوويربيك عن حزب العمل اليساري البلجيكي. وفي هذا الصدد، قال حسن بويطوي، عضو المجلس البلدي لمدينة ألميرا الهولندية، وينحدر من الريف، إن "الجالية قدمت دعما كبيرا للنائبة كاتي بيري؛ فحزب العمل كان يتوفر فقط على ثلاثة مقاعد برلمانية أوروبية، وحظوظه ضئيلة للحفاظ عليها، لكن نشطاء الحراك في أوروبا اعتبروا الأمر بمثابة رد للجميل"، مشيرا إلى أن "الريفيين ساهموا بقوة في الفوز عبر الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن المشاركة في الحملة الانتخابية والتصويت". وأضاف بويطوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الجالية المنحدرة من الريف تشكل نسبة تقرب 90 في المائة من المغاربة المستقرين بهولندا، وبالتالي فلها دور كبير في الانتخابات"، مشددا على أن "كاتي بيري تشتغل وفق برنامج حزبي، وما تطرحه بخصوص ملف الريف يهم الحزب كاملا"، لافتا إلى أن "فكرة نقل تجربة النجاح بهولندا صوب دول أخرى تراود الريفيين بشدة، خصوصا على مستوى بلجيكا وإسبانيا". وأوضح السياسي الهولندي أن "هناك أسماء معروفة دعمت الحراك، وتتواجد ضمن فريق منظم يتكلف بالمهمة على المستوى الأوروبي"، مسجلا أن "الجالية تدعم ملف المعتقلين بشكل كبير فقد سبق لها أن خاضت مسيرات ووقفات احتجاجية كثيرة بأوروبا"، وزاد: "الآن ازداد الوعي بشكل كبير بضرورة تدويل القضية، وهذا يتطلب لوبيا قويا على المستوى الخارجي، ووصولا سلسا للإعلام". وأشار بويطوي إلى أن "الفوز في الانتخابات لا يعني فقط الشرف والأمانة، بل المسؤولية أيضا؛ فالريفيون إذا صوتوا لصالح تنظيم هذه المرة، قد يتغير الأمر خلال السنوات والانتخابات المقبلة، لذلك وجب الاشتغال لضمان الوفاء بالوعود".