رافقت الوصلات الإشهارية للموسم الرمضاني الحالي، التي يقدمها فنانون مغاربة على قنوات القطب العمومي، عقب كل أذان صلاة المغرب، انتقادات كبيرة، بلغ بعضها ردهات المحاكم، وأخرى وصلت إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا). وطغت عروض الرقص والغناء والمواقف الكوميدية على معظم الوصلات الإشهارية، بعد أن وضعت مجموعة من الشركات الكبرى ثقتها في عدد من الفنانين الذين يحظون بنجومية وإقبال كبيرين لدى الجمهور المغربي، إلا أنها لم تلق ترحيبا من طرف الجمهور. "قندهار" تصل "الهاكا" وتسببت عبارات تم توظيفها في وصلة إشهارية يقدمها الكوميدي أسامة رمزي، إلى جانب فنانين شباب آخرين، في نزاع مع الفنان المغربي محمد الشوبي، الذي انتقدها لتضمنها "رسائل خطيرة". وطالب الشوبي الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري بالتدخل لاتخاذ الإجراءات اللازمة بخصوص الوصلة الإشهارية التي ورد فيها "نعيط لولد عيشة واخا يكون في قندهار"، الأمر الذي يدفع إلى "استحضار صورة المغاربة الأفغان وتداعياتها السلبية على المشاهدين، لاسيما الفئة الشابة"، يقول الشوبي. في مقابل ذلك، رد رمزي على انتقادات زميله بالقول: "لا أستوعب القراءة التي قدمها الشوبي حول الوصلة التي يفترض أنها ذات طابع هزلي"، وخاطب الشوبي قائلا: "المفروض أنك فنان ولديك قدرة التمييز بين الكوميديا والتأويل"، وزاد: "بتأويلك هذا قدمت للجمهور إحساسا بأننا ممولون من طرف تنظيم داعش. هناك فرق كبير بين الانتقاد والاختلاف في الرأي، وبين الاختلاف من أجل الاختلاف". انتقادات ودعاوى قضائية المغني المغربي زكريا الغافولي لم يسلم من الانتقاد بسبب تقديم أغنيته "باهرة باهرة" لفائدة إحدى شركات العقار، قبل أن يكشف منتج الأغنية وليد توفيق أن الفنان الشاب أخل ببنود من عقد الإنتاج بعد "تنازله عن حقوق بث صورته" لفائدة شركتين في آن واحد، وهو ما دفع المنتج إلى طرق باب القضاء. وقال توفيق إنه اضطر إلى اللجوء إلى المحكمة بعدما خرق الغافولي بنود عقد يجمع بينهما، مؤكدا أنه ينتظر قرار القضاء، بعدما بثت الوصلة الاشهارية موضوع الخلاف. وفي التفاصيل، أكد توفيق أنه طلب من المغني، قبل حوالي ثمانية أشهر، تحضير "ماكيت" لإعلانات، منها إعلانات خاصة بشركات للعقار وأخرى لمنتوجات غذائية، الأمر الذي استجاب له الغافولي دون أي مشكل. وكشف المتحدث ذاته أنه رغم العقد الذي يجمعه بالغافولي وتنازله عن فكرة الإشهار لصالح شركته الخاصة بالإنتاج، مقابل 30 مليون سنتيم، تسلم منها 20 ألف درهم تسبيقا، فوجئ بصاحب "باهرة باهرة" يوقع عقدا ثانيا مع شركة العقار دون إخباره بذلك، الأمر الذي اعتبره خرقا للعقد الذي يجمع بينهما ودفعه إلى وضع شكاية ضده. تغير في المواقف وتعرض الكوميدي المغربي محمد باسو لموجة انتقادات لاذعة، عقب ظهوره في وصلة إشهارية تعرض خلال شهر رمضان للترويج للسكن الاقتصادي. وانتقد بعض النشطاء المغاربة ظهور "باسو" في إعلان يخص السكن الاقتصادي، باعتباره متناقضا مع موقفه السابق في عدد من السكيتشات الساخرة التي اعتبر فيها أن هذا النوع من السكن لا يحترم أقل احتياجات المواطنين، واصفا إياه ب"السكن الاستحماري". وواجه باسو موجة الانتقادات هذه بتدوينة توضيحية نشرها على صفحته الفيسبوكية، قائلا: "للتوضيح، الإشهار الذي قدمته لا يتعلق بالسكن الاقتصادي الذي سبق أن تطرقت إليه في عدد من سكيتشات، ومن حق الجمهور الرد والانتقاد بكل حرية، وأنا أتقبل جميع الآراء بصدر رحب".