يغير شهر رمضان الأبرك العادات والتقاليد كما يغذي الروح ويقوي إيمان مسلمي جزيرة "كران كناريا"، في أرخبيل الكناري، حيث يساهم هذا الشهر الفضيل في تجديد إيمانهم كما يعزز فيهم قيم التضامن والإخاء والتعايش ومساعدة الفقراء والمحتاجين. ويحرص أفراد الجالية المسلمة المقيمين في جزيرة "كران كناريا" على الاستعداد لمقدم شهر رمضان المبارك قبل حلوله بوقت كبير في جو من التقوى والإيمان، من خلال استحضار العادات والتقاليد المعتمدة في هذا الشهر وذلك ترحيبا بقدوم شهر الرحمة والغفران . وفي هذا الإطار تستعد مختلف المساجد المتواجدة بجزيرة "كران كناريا" خاصة المساجد الثلاثة الرئيسية، الغفران بلاس بالماس و النور في فيسينداريو ثم التوبة بسان فيرناندو دي تيريخانا جنوب هذه الجزيرة، لاستقبال المصلين من أجل التعبد والاعتكاف خلال الشهر الكريم في جو روحاني تغمره التقوى . وتبدأ هذه الأماكن المخصصة للعبادة في العيش على إيقاع خاص ومتميز مع كثرة المصلين الذين يفدون إليها منذ اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل خاصة في صلاة العشاء والتراويح التي يؤطرها أئمة ووعاظ ومرشدين دينيين ومرشدات حلوا بجزر الكناري في إطار مبادرة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتنسيق مع اتحاد مساجد إسبانيا. وتهدف هذه المبادرة إلى تأطير ومساعدة أفراد الجالية المغربية المقيمين بجزر الكناري على فهم دينهم الفهم الصحيح مع ضمان أمنهم الروحي وتقوية وتعزيز تشبثهم بالقيم الدينية السمحة التي تميز المملكة إلى جانب تكريس الثوابت التي يمثلها المذهب المالكي والتصوف السني والعقيدة الأشعرية . وقال محمد نبيل الطويل الأمين العام ل " الجمعية الثقافية الإسلامية بأرخبيل الكناري" والتي تشرف على مسجد التوبة إن هذه العبادات والصلوات تشكل مناسبة لأفراد الجالية المغربية المقيمين بجزيرة "كران كناريا" لإعادة التواصل فيما بينهم وتعزيز روابط الأخوة مع الانخراط في مبادرات وأعمال خيرية اتجاه الفقراء وتكريس قيم التضامن والتآزر. وأوضح محمد نبيل الطويل في تصريح صحافي أنه يتم طيلة هذا الشهر الفضيل تنظيم إفطارات جماعية في المساجد بمبادرة من المحسنين لصالح الجالية المسلمة المقيمة بهذه المناطق خاصة الذين يعيشون بعيدا عن عائلاتهم كما تعمل الجمعية الثقافية الإسلامية لأرخبيل الكناري خلال هذا الشهر المبارك على تقديم يد المساعدة والدعم للأسر المسلمة المحتاجة عبر تمكينها من مساعدات عينية عبارة عن مواد غذائية مع جمع التبرعات من المحسنين والمتطوعين وتوزيعها على هذه الأسر بنفس المناسبة . ويحضر أفراد الجالية المغربية المقيمين بهذه الجزيرة إضافة إلى باقي أفراد الجاليات المسلمة بمسجد التوبة وغيره من المساجد الأخرى طيلة شهر رمضان دروس ومحاضرات تقام بعد صلاتي العصر والعشاء يؤطرها أئمة ووعاظ وتتمحور حول مجموعة من المواضيع الدينية بهدف تحسيسهم بأهمية ورمزية هذا الشهر الفضيل وبالقيم الإسلامية التي تدعو إلى الوسطية والاعتدال والتسامح واحترام الآخر والعيش المشترك . كما يكتسي شهر رمضان بجزيرة "كران كناريا" طابعا خاصا لدى الأطفال الذين يستفيدون بهذه المناسبة من دروس في التربية الدينية تستهدف تعريفهم بمبادئ وأسس الإسلام من عبادات ومعاملات وتشجيعهم على الصيام وممارسة باقي العبادات الأخرى . وحسب السيد نبيل الطويل فإن نهاية الأسبوع والعطل تعرف تدفقا استثنائيا للأطفال والنساء على المساجد من أجل أداء صلاة العشاء والتراويح مقارنة ببقية الأسبوع مشيرا إلى أن الصعوبات المتعلقة بمواقيت العمل لا تؤثر على إرادة المؤمنين الذين يحاولون التوفيق بين ساعات العمل وساعات التعبد حيث يفدون على المساجد للصلاة والتعبد يغمرهم الإيمان والتقوى وذلك في أجواء روحانية خاصة . ويمثل الشهر الكريم أيضا فرصة لإبراز تقاليد وعادات مختلف البلدان التي ينتمي إليها أفراد الجاليات المسلمة المقيمة ب"كران كناريا" من خلال استحضار الأزياء التقليدية وكذا الأطباق والوصفات التي تميز شهر رمضان. وبلاس بالماس كما في باقي المدن الأخرى المتواجدة بهذه الجزيرة يحرص التجار الذي ينحدرون في الغالب من أعضاء الجاليات المسلمة في هذا البلد خاصة المغاربة عرض وتوفير مختلف المكونات والأطعمة والمأكولات التي تميز شهر رمضان بما في ذلك اللحم المذبوح على الطريقة الإسلامية فضلا عن أنواع مختلفة من التمور والمعجنات؛ مثل الشباكية والبريوات وغيرها. *و.م.ع