في أول تعليق رسمي على الحراك الذي تعرفه الجزائر على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت منذ 22 فبراير للمطالبة برحيل "النظام" بعدما استقال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2 أبريل تحت ضغط الشارع وتخلّي الجيش عنه، أبدى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني تفاؤله بالمستقبل. العثماني الذي كان يتحدث في لقاء مع عدد من الصحافيين ليلة الأربعاء في الرباط، حضرته هسبريس، ناشد الحكام الجدد للجارة الشرقية للمغرب فتح الحدود مع المملكة بعد إرساء مؤسسات الدولة. وقال رئيس الحكومة في هذا الصدد إن نظام الحكم المقبل "لن يكون أسوأ مما كان عليهم النظام الذي رحل رأسه عبد العزيز بوتفليقة"، وأبدى تفاؤله بأن النظام الجزائري المقبل سيكون أفضل في علاقته بالمغرب ومصالحه. وأضاف العثماني في لقائه مع الصحافيين أن "القادم في علاقة البلدين سيكون أفضل مما كان"، مشددا على أن "الفريق الحاكم في الجزائر عليه فتح الحدود مع المغرب بعد هدوء الوضع وإرساء المؤسسات". ويأتي موقف رئيس الحكومة بعد أشهر من حراك الشعب الجزائري ضد نظام الحكم برئاسة عبد العزيز بوتفليقة، الذي كان ينوي خوض الانتخابات الرئاسية لخامس مرة، حيث لم تصدر الحكومة المغربية أي تعليق رغم التطورات المتلاحقة من خلال المظاهرات الأسبوعية التي يخوضها الشعب الجزائري. واكتفى المغرب بتصريح مقتضب لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، لوكالة الأنباء الفرنسية، قال فيه إن "المملكة قررت اتخاذ موقف بعدم التدخل في التطورات الأخيرة بالجزائر وعدم إصدار أي تعليق حول الموضوع"، مضيفا: "ليس للمغرب أن يتدخل في التطورات الداخلية التي تعرفها الجزائر، ولا أن يعلق عليها بأي شكل من الأشكال". جدير بالذكر أن الاحتجاجات لم تهدأ في الجزائر بعد استقالة بوتفليقة، حيث أصبح المتظاهرون يطالبون برحيل "كل النظام" الذي خلّفه وراءه، كما يرفضون تنظيم الانتخابات في الرابع من يوليوز المقبل، كما هو مقرر، لاختيار الرئيس الجديد للجزائر بعد نهاية فترة الرئيس الانتقالي الحالي، عبد القادر بن صالح، المرفوض شعبيا بدوره.