أحرز فيلم "شتات" الجائزة الكبرى للدورة الثامنة عشرة من المهرجان الوطني للفيلم التربوي الذي نظم تحت شعار "الفيلم التربوي دعامة لترسيخ مدرسة المواطنة"؛ وذلك بالمركز الجهوي للتكوينات والملتقيات مولاي سليمان بمدينة فاس. الفيلم من سيناريو وإخراج الأستاذة مليكة لعجاج، وإنتاج جمعية أمهات وآباء وأولياء تلاميذ الثانوية الإعدادية مولاي سليمان؛ بينما تكفل بتنفيذ الإنتاج أستوديو هوليود بتيزنيت، كما أنه من تشخيص طارق علوي بوجرفاوي، سكينة الكردان، عبد الله كمري، منير هلال، محمد بكري، جامع الراضي والحسين قاموس. من جهتها، تكونت لجنة التحكيم من كل من المخرج السينمائي عز العرب العلوي، الذي ترأسها، والممثلة راوية، والممثل محمد الأثير، ومدير المهرجان محمد سلي، والكاتب والأديب فهد الكغاط، والمفتشة التربوية رجاء الأزهري. وحسب عدد من المتتبعين فإن فوز الفيلم التربوي "شتات" كان متوقعاً، "نظراً لتكامل عناصره التي شكلت عملاً متميزاً ومتماسكاً ذا مستوى عالٍ نال إعجاب المحكمين على الصعيد الإقليمي والجهوي والوطني، واستطاع أن ينال إعجاب المشاهدين الذين تعاطفوا مع أبطاله حد ذرف الدموع، وانبهروا بقدرة الأستاذة مليكة لعجاج على جعل تلامذتها الممثلين يحصدون رضا الجمهور الذي قارنهم بالفنانين المتمرسين". وتدور أحداث الفيلم التربوي "شتات" حول التفكك الأسري الذي يعد من الأسباب الأساسية لجنوح الأحداث والمراهقين؛ فقصته تتناول حياة مراهق يعاني من تبعات طلاق والديه، إذ تركه أبوه مع أمه فريسة للفقر والحاجة وتزوج امرأة أخرى، ما جعل المراهق يبحث عن حل لتغيير واقعه المرير وتحقيق الأمل في إنقاذ أمه من الفاقة، فتوصل إلى فكرة الهجرة السرية كحل نهائي، فأبحر على متن قارب مهترئ مع جماعة من المهاجرين السريين، غير أن النتيجة كانت مأساوية..فقد غرق المركب وهلك الجميع. جدير بالذكر أن الأستاذة مليكة لعجاج لها ذخيرة غنية في مجال الإبداع المسرحي والسينما التربوية، ومن بين منجزاتها في هذا المجال فيلم بعنوان" البلية فالليسي"؛ وهو أول عمل أنجزته سنة 2012 بثانوية سيدي وكاك التأهيلية، ثم فيلم "مصالحة" بالثانوية الإعدادية الزيتون سنة 2016، و"طريقي" سنة 2017 بالثانوية الإعدادية النور، و"أمي" في الثانوية الإعدادية النور في السنة نفسها. وفي 2018 جاء "شتات"، وهو الفائز بالجائزة الكبرى. وفي مجال المسرح كتبت الأستاذة مليكة لعجاج العديد من المسرحيات التربوية باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية. إلى ذلك، عرفت أشغال المهرجان عدة أنشطة موازية وورشات تكوينية، كما تم تكريم الفنان إدريس كريمي، المعروف بعمي إدريس، الذي قدم الكثير من الروائع لأجيال من الأطفال المغاربة.