قال القيادي اليساري عبد الرحمان بنعمرو إن "الالتصاق بالشعب هو عماد الديمقراطية، وبدون ذلك لا يمكن الحديث عن إمكانية تحقق وحدة الشعوب المغاربية"، مشددا على أن "المشروع الذي تطرحه فيدرالية اليسار يتجه نحو خلق جبهة واسعة للنضال الديمقراطي، تعيد فكرة الكتلة التاريخية التي لطالما طرحت في سياقات تاريخية معروفة بالمغرب". وأضاف بنعمرو، في ندوة "في الحاجة إلى الكتلة التاريخية" المنعقدة أمس الجمعة، أن "مرحلة ثلاثينيات القرن الماضي شهدت طرح الفكرة لأول مرة بعد بروز الظهير البربري سنة 1930 وسعي فرنسا إلى تقسيم الشعب المغربي لمواصلة استنزاف ثرواته"، لافتا إلى أن "القفزة الكبيرة كانت هي تقديم حزب الاستقلال لوثيقة المطالبة بالاستقلال، على الرغم من تواضع محتوياتها على المستوى المطلبي". وأشار القيادي في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي إلى أن "عهد الاستقلال لم يكن يعرف تكتلا واضح المعالم، شهد فقط انسجاما وتعاونا بين حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وبين حزب الاستقلال حول فكرة الديمقراطية"، مسجلا أن "تجربة الكتلة في التسعينيات أغفلت أن تُسطر برنامجا نضاليا موحدا واضحا". وشدد بنعمرو على أن "الرهان الأكبر في المنطقة يبقى هو الوقوف في وجه الرجعية التي تدعمها الإمبريالية، مطالبا بمزيد من العمل في هذا الاتجاه بشكل جماعي". من جهته، قال خالد السفياني، المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي، إن "الحاجة إلى الكتلة التاريخية تظل قائمة دائما"، مشيرا إلى أن "الراحل محمد عابد الجابري كان قد طرحها سنة 1982 في حوار له نشر بمجلة المستقبل العربي، ويروم من خلالها تحقيق وحدة الشعوب"، وزاد: "أن الحضور الكبير الذي شهدته الندوة تجسيد للكتلة التاريخية". وأردف السفياني، في الندوة التي عقدت بمناسبة الذكرى التاسعة لرحيل محمد عابد الجابري، أن "حضور مختلف أطياف المجتمع هو المطلوب"، مذكرا بأن "العديد من الأطراف خاضوا تجربة الكتلة لكن دون تنظير،؛ ومن بينها الحركة الوطنية". وعن غياب لخضر بوركعة، القيادي في الثورة الجزائرية، عن أشغال الندوة، قال المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي إن "الغياب يعود إلى الأوضاع التي تشهدها الجارة الشرقية"، متمنيا أن "يجد الجزائريون فرصة للدفع ببلادهم بكل قوة".