تحتضن مدينة مراكش خلال الفترة الممتدة من 26 إلى 28 أبريل الجاري ندوة دولية تحت عنوان "الأخلاق والسّياسة في التراث العربي الإسلامي؛ تأثير أبي الوليد بن رشد في زمانه وفي الأعصر اللاحقة"، من تنظيم مركز روافد للدراسات والأبحاث في حضارة المغرب وتراث المتوسط، ومختبر البحث في مناهج اللغة العربية واللغات بكلية اللغة العربية التابعة لجامعة القاضي عيّاض. وقال المنظمون إن "الندوة تهدف إلى تكريم الدكتور أحمد شحلان، وتنعقد في مراكش بالذات بالنظر إلى رمزية المكان، حيث كانت مراكش عاصمة العدوتين في عصر المرابطين والموحدين، كما أن فيها خاض ابن رشد تجربة الدخول في الأمر العزيز، وفيها ألّف جزءا غير يسير من أعماله، وفيها عاش بعض ممن استطلع عن أحوالهم، بل وفيها امتحن وحوكم من قبل معاصريه من الفقهاء، بالإضافة إلى أن فيها رأى الأستاذ أحمد شحلان النور". وأوضح المصدر ذاته أن "الندوة الدولية ستقام بقاعة المؤتمرات بمركب وزارة العدل بمراكش، وقد اتخذت من الأخلاق والسياسة عند ابن رشد هدفا رئيسا لها؛ حيث جعلها تنهض في مختلف محاورها وأسئلتها الإشكالية على كتابين رئيسين لابن رشد هما: كتاب جوامع سياسة أفلاطون، وكتاب تلخيص أخلاق أرسطو، باعتبارهما كتابين من المؤلفات الرشدية المفقودة في أصلها العربي، ولم يحفظ لنا التاريخ منها غير الترجمة العبرية للكتابين". يُشار إلى أن كتاب جوامع سياسة أفلاطون ترجمه الأستاذ أحمد شحلان بالاعتماد على الترجمة العبرية لكتاب ابن رشد التي أنجزها شموئيل بن يهودا المرسلي، وهي ترجمة قريبة من عصر المؤلف، حيث فرغ منها المترجم العبري سنة 1322م، كما أن كتاب تلخيص أخلاق أرسطو، الذي ترجمه الأستاذ شحلان من العربية، هو أيضا من ترجمة شموئيل، الذي فرغ من ترجمته نفسه سنة 1321م. ويأتي تكريم الأستاذ شحلان، بحسب منظمي النشاط، "بالنظر إلى ما بذله من جهد في استرجاع الكتابين إلى لغتهما الأصل، أي اللغة العربية، مع ما تطلبه العمل الترجمي من جهد مضن في تقصي المعنى وتقفي أثر عبارة الأول الذي هو ابن رشد"، مضيفين أن "الندوة ستعرف حضور أسماء لامعة في مجالي الفلسفة الإسلامية والرشدية منها على وجه التحديد، كما تنتمي تلك الأسماء إلى عدد من البلدان العربية وغير العربية".