حج العشرات من الباعة الجائلين بسوق السبت ضواحي الفقيه بن صالح، الثلاثاء، إلى مقر الجماعة الترابية، احتجاجا على ما أسموه "فشل السلطات المحلية والمجلس الجماعي في إيجاد مكان بديل لعرض سلعهم". ويطالب المحتجون، وهم من فئة بائعي المتلاشيات المستعملة والجديدة، الجهات المسؤولة إقليميا ومحليا بالتدخل العاجل من لأجل الحد من معاناتهم التي امتدت لأزيد من أربعة شهور، والكف عن الوعود التي لم تعط أكلها إلى حد الآن. وأوضح متدخلون خلال اجتماع دام زهاء ساعة ونصف، بقاعة الاجتماعات بجماعة سوق السبت الترابية أن وضعهم المعيشي لم يعد يحتمل المزيد من الانتظار، وأن الكثير منهم أصبح قاب قوسين أو أدنى "عيشة ضنك" في غياب مدخول قار. ودعا المحتجون باشا المدينة ورئيس المجلس الجماعي إلى التدخل فورا من أجل وقف نزيف الجحيم الذي باتت تعيشه أسرهم التي كانت تقتات من تجارة الشوارع وأصبحت بين عشية وضحاها عرضة للفقر والتهميش، جراء الحملات السابقة التي استهدفت تحرير المدينة من الباعة الجائلين. ويطالب المحتجون السلطات المحلية والمجلس الجماعي بتكثيف جهودهما من أجل إيجاد مكان مناسب لعرض سلعهم ولو مؤقتا، خاصة خلال شهر رمضان حيث تعرف الجماعة الترابية، رواجا ملحوظا، وحيث تمسي أسرهم الهشة في حاجة ماسة إلى مدخول إضافي لتحقيق اكتفائها الذاتي من المواد الاستهلاكية. يشار إلى أن السلطات الإقليمية، وفي إطار تفاعلها مع احتجاجات "الفرّاشة" التي استمرت زهاء شهرين، كانت قد أقدمت على توطين أزيد من 50 بائعا جائلا-صنف باعي الخضر والفواكه-بالقرب من سور المحطة الطرقية، وذلك من خلال تمكينهم من عربات مدفوعة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الأمر الذي شجع باقي الفئات الأخرى على اتخاذ مبادرات من أجل الظفر بأمكنة لائقة قد تضمن لها لقمة عيش كريم.