بينما كانت ساكنة إقليمشفشاون منتشية بتهاطل أمطار الخير بعد طول الانتظار، كسرت جريمة قتل وصفت ب"البشعة" هدوء وطمأنينة الساكنة الجبلية، راح ضحيتها رجل ستيني عثر عليه جثة هامدة مكبل اليدين والرجلين ومضرجا في دمائه بدوار تينزة القريب من مركز أحد بني دركول بالإقليم سالف الذكر. وفي تفاصيل هذه الجريمة البشعة التي اهتز لها الرأي العام المحلي، فإن الضحية كساب وصاحب أملاك متعددة كان يواظب على قصد الأسواق الأسبوعية لعرض ماشيته التي تضم قطيع أغنام وأبقار، لقي مصرعه بينما كان يستعد لشحن القطيع على متن حافلته مع أذان فجر يوم الاثنين، بعدما هاجمه الجناة المفترضون. ووفق تبعا لمصادر هسبريس، فإن "الجناة عمدوا إلى تكبيل يدي ورجلي "الشيخ المليونير" الملقب ب"السعودي" بشريط لاصق، مستحضرة قضاء الشيخ الستيني نحبه في فصول مروعة، إذ تلقى ضربات بواسطة هراوة أو قضيب حديدي على مستوى الرأس ومناطق متفرقة من جسده، قبل أن يفر الجناة إلى وجهة مجهولة، في وقت تبقى الأسباب التي قد تكون وراء جريمة القتل غامضَة، ويواصل المحققون بحثهم في الواقعة من أجل استبيانها. وانتقلت عناصر الدرك الملكي إلى مسرح الجريمة، لمباشرة التحقيقات وجمع القرائن والدلائل التي ستفيد في التحقيق، كما حلت إلى مكان الواقعة عناصر من الشرطة العلمية. عبد المجيد أحارز، فاعل حقوقي، قال لهسبريس إن إقليمشفشاون يشهد انفلاتا أمنيا غير مسبوق، مرجعا ذلك إلى انتشار المخدرات الصلبة بجل المراكز، ومؤكدا في هذا السياق أن عوامل اقتصادية وأخرى اجتماعية تشكل بيئة خصبة لتنامي الجريمة والجنوح، على اعتبار أن الإقليم يعيش أزمة خانقة وتوافد غرباء أغلبهم فارين من العدالة. وأكد الفاعل الحقوقي ذاته أن هؤلاء الغرباء "لا يخضعون للمراقبة، كما لا يتوفرون على بطائق التعريف والهوية"، داعيا إلى ضرورة تفعيل دوريات أمنية راجلة وراكبة للتعاطي مع الظاهرة من أجل إرجاع الأمن الذي وصفه بالغائب والمفتقد، مضيفا أن "إقليمشفشاون ينزف دما، فلا يكاد يمر يوم دون التداول في جريمة قتل أو حالات انتحار، آخرها إقدام شاب، اليوم الاثنين، على وضع حد لحياته شنقا بشجرة غير بعيد عن منزل أسرته الكائن بدوار أقنين جماعة تزكان (قاع أسراس) إقليمشفشاون". وأشار عضو المرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان إلى أن الهالك لم يكن يعاني من أي مرض أو اضطرابات، مستنكرا افتقار المركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس ب"الجوهرة الزرقاء" لطبيب شرعي للوقوف على ملابسات الوفاة وكذا غياب جناح للنساء بمستشفى الأمراض النفسية والعقلية بالمدينة ذاتها.