أفلح فريق الوداد الرياضي في العبور إلى نصف نهائي "دوري أبطال إفريقيا 2019"، بانتصاره على حوريا كوناكري الغيني، اليوم السبت على أرضية ملعب كرة القدم بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله في الرباط، بعدما انتهت مواجهة إياب ربع النهاية ب(5 - 0). "القلعة الحمراء" استهلت المباراة بتشكيلة أساسية قوامها الحارس التكناوتي واللاعبون نوصير وداري والشيخ كومارا، بجوار كل من الناهيري وجبران والسعيدي وأوناجم، زيادة على الكرتي والحداد والمترجي. جمهور غفير حجّ إلى "ملعب الأمير مولاي عبد الله" في العاصمة لمساندة ممثل كرة القدم الوطنية في "تشامبيانزليغ الإفريقيّة"، دعما للوداديين من أجل انتزاع بطاقة المرور إلى دور "الأربعة الكبار" في هذه المنافسة. واختار أنصار الوداد إبداء مظاهر الاحتفال مبكرا حين عمدوا إلى إشعال الشهب النارية بمجرد دخول الفريقين إلى أرضية الميدان، قبل دقائق من صافرة الانطلاقة للحكم الزامبي جاني سيكازوي. استهل المغاربة المواجهة بضغط واضح على لاعبي غينيا كوناكري، من البداية، وكاد المدافع أشرف داري أن يوقع الهدف الأول عند الدقيقة الثالثة، عند تعامله مع ضربة زاوية نفذها المهاجم محمد أوناجم، لكن ضربته الرأسية أخرجها دفاع الضيوف من خط المرمى. نادي حوريا كوناكري، المعتمد على ثلاث مهاجمين صريحين أم الوداد، حاول الرد على الاندفاع المبكر لأصحاب الأرض والجمهور بالاعتماد على المرتدات الخاطفة، بالاعتماد الواضح على التمريرات الطويلة نحو مرمى الحارس العروبي. هز الشباك تحقق للوداديين من طرف وليد الكرتي، في الدقيقة 20، بعد تلقيه تمريرة في عمق الدفاع الغيني من طرف زميله جبران، واكتفى بلمسة لجعل الكرة تخادع حارس "حوريا" وتستقر وسط المرمى. وكاد الضيوف يعدلون النتيجة في الدقيقة 21؛ لكن تدخلا ناجعا للحارس التكناوتي تعامل مع تسديدة قوية، من يمنى المهاجم نيكيما المنفلت داخل منطقة الجزاء، وحولها إلى ضربة زاوية، مبقيا النتيجة مشيرة إلى تقدّم الوداد بهدف نظيف. وليد الكرتي عاد لزيارة الشباك الغينية، في الدقيقة 30، مسجلا الهدف الودادي الثاني برأسية مركزة، متعاطيا مع تمرير دقيق للكرة بصم عليه الجناح الأيمن أوناجم، وضاعف بذلك فرحة الجمهور المغربي الغاصة به المدرجات. بحلول الدقيقة 34 من عمر المباراة قام اللاعب نوصير برفع حصة الأهداف، مسجلا الإصابة الثالثة بضربة مركزة من خارج "منطقة 18 متر"، مرسلا كرة مقوّسة إلى الجهة اليمنى من مرمى "حوريا كوناكري". الناهيري اقترب من تسجيل الهدف الرابع، قبل 6 دقائق من انتهاء الوقت الأصلي للشوط الأولّ، لكنه لم ينجح في ذلك رغم انفراده بالشباك، مكتفيا بوضع الكرة بين يدَي حارس المرمى بتسديدة غير موفقة. عناصر المدرب الودادي فوزي البنزرتي بدأت الجولة الثانية لإياب ربع نهائي "دوري الأبطال" بثقة أكبر في قدراتها، مستفيدة من التقدم بثلاثية نظيفة خلال أطوار النصف الأول من المقابلة، ودون تراجع عن خيار الضغط المتقدم على دفاع نادي كوناكري. بعد قرابة ربع ساعة من استهداف الشباك الغينية بهجمات متكررة، رجع محمد الناهيري، عند الدقيقة 59، لهزّ الشباك وتوقيع هدفه الشخصي الثاني في المقابلة، مروضا الكرة قبل تسديدها يسار الحارس؛ باصما على الإصابة الودادية الرابعة. الهدف الخامس لصالح الكرة المغربية أضاعه اللاعب زهير المترجي، في الدقيقة 65، حين أفرط في المراوغة وفشل في تسديد الكرة رغم وجوده على بعد سبعة أمتار من الشباك الغينيّة. أهازيج النصر الجماهيرية المنبعثة من المدرجات واكبت اللعب الاستعراضي للاعبي الوداد خلال باقي زمن المباراة، وصولا إلى الدقيقة 85 حاملة هدفا وداديا خامسا من توقيع زهير المترجي، مستفيدا من هفوة دفاعية جعلته مستفردا بالكرة أمام شباك فارغة. جدير بالذكر أن لقاء الذهاب لحساب دور ربع النهاية، الأسبوع الماضي في ملعب "28 شتنبر" بكوناكري، قد انتهى بالبياض التهديفي، ليصبح مجموع المبارتين (5 - 0) لصالح الفريق المغربي الراغب في الظفر مرة أخرى ب"دوري الأبطال". المكتب المسير لنادي الوداد خصص منحة مالية، بقيمة 30 ألف درهم للاعبين، من أجل تحفيزهم على تحقيق الفوز والظفر ببطاقة التأهل إلى "المربع الذهبي"، رغبة في تحقيق اللقب القاري وتشريف الكرة المغربية مجددا. وكان لاعبو الوداد قد توصلوا بمنحة مالية، قيمتها ستة ملايين سنتيم لكل لاعب منهم، خاصة بعبور دور المجموعات صوب ربع النهائي؛ وذلك عقب تصدرهم المجموعة الأولى على حساب نادي "ماميلودي صانداونز" الجنوب إفريقي؛ وهو خصم المغاربة في نصف النهاية أيضا.