في ثاني جلسات مجلس الأمن الدّولي حول الصحراء، أعْرب هورست كولر، المبعوث الأممي للصحراء، وأعضاء مجلس الأمن، عن أملهم في أنْ يظلَّ أطرافُ النّزاعِ في حوارٍ دائمٍ للسّير بمقترحات المجلس إلى التّطبيق"، وأن "تبْقى منخرطة في عملية سلام بنّاءة". دعوة الأممالمتحدةالجديدة جاءت خلالَ جلسة "مغلقة" عقدتْ لدراسة الوضع في الصحراء وتقييم المراحل الأولى التي باشرها المبعوث هورست كولر من أجل استئناف المسار الأممي، حيثُ دعا أعضاء مجلس الأمن والمبعوث الشخصي للأمين العام المغرب وجبهة البوليساريو إلى الانخراط في عملية السّلام للتوصل إلى حل للنزاع في الصحراء". وانعقدت جلسة لمجلس الأمن لبحث تطورات ملف الصحراء في إطار الإعداد لقرار مجلس الأمن نهاية الشهر الجاري، وكذا تمَّ الاستماع إلى إحاطة رئيس بعثة المينورسو، حيث تقدم بعرض خاص همَّ الجوانب التقنية المتعلقة ببعثة المينورسو وعملها ومختلف تحركاتها في المنطقة للحفاظ على السلم والأمن طبقا لمهمتها المنوطة بها بناء على اتفاق وقف إطلاق النار. إن الجديد الذي حملهُ تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء هو أنه لم يقترح تمديد البعثة إلى أجلٍ محدَّدٍ؛ بل ترك المسألة مفتوحة للنقاش ولمسودة القرار التي ستعدها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتميزت الجلسة الأممية بنقاش سياسي للملف ولمختلف تحولاته ما بين أكتوبر الماضي وأبريل الحالي، خاصة منها المباحثات والمائدة المستديرة 2 التي انعقدت بجنيف ومستقبل العملية السياسية ككل خاصة منها الإعداد للجولة الثالثة من المائدة المستديرة. وقالَ أعضاء مجلس الأمن إن "المغرب وجبهة البوليساريو اللذين شاركا مع الجزائر وموريتانيا في اجتماعي مائدة مستديرة في سويسرا منذ دجنبر، يجب عليهما مواصلة المباحثات بطريقة بناءة". وخلالَ الأسابيع الأخيرة، اشْتكى الجانبان إلى مجلس الأمن من "انتهاكات" لالتزامات الطرف الآخر بالامتناع عن أيّ نشاط عسكري في المنطقة المتنازع عليها. وفي آخر تقرير له، دعا أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، الأطراف إلى "التحرك" نحو حل متوافق عليه، بعد ست سنوات من آخر جلسات التفاوض، وقدْ تم استئناف المناقشات متعددة الأطراف في دجنبر بروح ودية ورحب بها الجميع. وفي نهاية شهر مارس، اختتمت المائدة المستديرة الثانية، التي عبّر من خلالها هورست كولر بأن المواقف ظلت "متباينة بشكل أساسي". وفي السياق، يرى نوفل البعمري، الخبير في ملف الصحراء، أنّ "الأمور اليوم، أكثر وضوح من ذي قبل على مستوى ملف الصحراء من خلال التقدم الذي يحدث في الملف السياسي، خاصة أن هناك تأكيدا على انخراط مختلف الأطراف خاصة منها الجزائر". وتساءل البعمري حول "انعكاس الوضع السياسي بالجزائر على الملف، إذ إن مستقبل الجزائر المجهول قد ينعكس سلبا على انخراطها في المائدة المستديرة وسيجعلها تناور أكثر؛ لأن بقايا النظام الحالي يعتبر ملف الصحراء ورقة داخلية في تجاذباته الداخلية وصراعه على السلطة".