كشفت دراسة دولية أن شرب الكحول حتى بمستويات منخفضة للغاية، يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول التركية. الدراسة قادها باحثون في مجلس البحوث الطبية بجامعة أكسفورد البريطانية، بالتعاون مع جامعة بكينالصينية، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Lancet) العلمية. والسكتة الدماغية، مرض وعائي يحدث بسبب عدم قدرة شرايين المخ على إيصال الأكسجين إلى الدماغ، ما يؤدي إلى السكتة الدماغية أو الجلطة الدماغية البسيطة. وتعتبر السكتة الدماغية أحد الأسباب الرئيسية للإعاقة في جميع أنحاء العالم، وتسبب عبئا ثقيلا من الناحية الإنسانية والاقتصادية على المجتمعات، حيث تصيب 15 مليون شخص سنويا حول العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وأوضح الباحثون أنه من المعروف أن معدلات الإصابة بالسكتة الدماغية تزيد بسبب شرب الحكول بكثافة، لكن لم يكن معروفا ما إذا كانت المستويات المنخفضة تؤدي إلى هذه النتيجة أم لا. وللتوصل إلى نتائج الدراسة الجديدة، تابع الباحثون 160 ألف شخص بالغ في منطقة شرق آسيا، و500 ألف رجل وامرأة في الصين، راجعوا عاداتهم اليومية مع شرب الكحول. وبعد 10 سنوات من المتابعة، وجد الباحثون أنه حتى مع شرب مستويات منخفضة تقدر بكوب واحد من الكحول يوميا، يزيد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية. وأضافوا أنه كلما ارتفع المقدار زاد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم، مقارنة بمن لا يشربون الكحول مطلقا. وقال البروفيسور زينجمينج تشن، الباحث المشارك في الدراسة: "لا توجد آثار وقائية لتناول الكحول بمستويات معتدلة أو خفيفة ضد السكتة الدماغية؛ لأن ذلك يزيد من فرص الإصابة بالمرض". وأضاف أن استهلاك الكحول يحدث تغييرات وراثية لدى المدمنين، تزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية". وحسب المعهد الوطني الأمريكي لتعاطي الكحول والإدمان، فإن الإفراط في شرب الخمر يضر بصحة الإنسان بشدة، وأدى إلى وفاة نحو 3.3 ملايين شخص في الولاياتالمتحدة عام 2012. وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن تعاطي الكحول يتسبب في 4 بالمائة من حالات الوفاة على مستوى العالم سنويا، كما يعد إدمان الخمر من العوامل التي تهدد بضياع الكثير من سنوات عمر الإنسان جراء المرض والإعاقة، ويشكل التهديد الأكبر لحياة البشر في الدول ذات الدخل المتوسط، التي يعيش فيها نحو نصف سكان العالم.