اعتبر عبد العزيز مجاهد، الجنرال الجزائري المتقاعد، أن عدو الدولة الجزائرية ما بعد مرحلة بوتفليقة هو المغرب، مؤكدا أن "المغرب خرق جميع القوانين الدولية التي تخص ملف الصحراء"، مشددا على أن "الجزائر مُطالبة في المرحلة المقبلة بضرورة حسن اختيار الدول الحليفة والصديقة، بل وأيضا الدول الشريكة للنظام". الجنرال المتقاعد، الذي حلّ ضيفا على أحد برامج الإذاعة الجزائرية، وجّه انتقادات لاذعة إلى النظام المغربي طيلة أطوار الحلقة الإذاعية، وقال: "يهدد المغرب استقرار المنطقة برمتها، الأمر الذي يستدعي يقظة الجيش"، مضيفا بلهجة شديدة: "التهديدات كثيرة ومتنوعة، لأننا نعيش في محيط غير مستقر وخطير". وأوضح الجنرال مجاهد، الذي دافع بشدة عن الأدوار المنوطة بالجيش الجزائري طوال الحراك الجزائري، أن "المغرب يتجاوز حدوده عبر خرقه قرارات منظمة الأممالمتحدة، بحيث يهاجم الأراضي الصحراوية والشعب الصحراوي؛ وهي المسألة التي تفاعلت معها الأممالمتحدة، بعدما طالبت بتصحيح هذا الخطأ". وأبرز المتحدث عينه أن "المغرب هو الخطر الأكبر الذي يهدد الجزائر"، وزاد مستدركا: "توجد عدة أخطار وتهديدات بشكل دائم، سواء على المستوى الداخلي أو المستوى الخارجي؛ لكن الأخطار تكون أكبر على الصعيد الخارجي بشكل خاص"، مردفا بأن "هنالك من يريد إلحاق الأذى والضرر بالدولة الجزائرية، منذ حصولنا على الاستقلال إلى حدود اللحظة". ومضى الجنرال الجزائري المتقاعد مسترسلا: "إن أكثر ما يهدد الجزائر هو النظام المخزني، الذي صدّر كل أشكال المعاناة للجزائر"، مستطردا: "يظنون أننا منقسمون، لكن يجب البرهان على أن الجزائريين متحدون معاً، بغرض ردع كل صنوف الأخطار الخارجية". جدير بالذكر أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد استقال رضوخا لضغط شعبي هائل، الثلاثاء الماضي، في أعقاب أسابيع من الاحتجاجات الحاشدة على حكمه الذي استمر 20 عاما. وأعلن بوتفليقة (82 عاما) تنحيه في بيان نقلته وكالة الأنباء الجزائرية التي قالت إنه أبلغ المجلس الدستوري، بصفته رئيسه، قرار إنهاء فترته اعتبارا من اليوم الثلاثاء. وجاء بيان بوتفليقة بعد مطالبة الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش، باتخاذ إجراءات دستورية فورية لعزل بوتفليقة (82 عاما) الذي أقعده المرض منذ أعوام.