يستقيل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة من منصبه قبل 28 أبريل الجاري، تاريخ انتهاء ولايته الحالية، ليسدل الستار على المسيرة السياسية للزعيم العربي الوحيد من الحرس القديم الذي ما يزال في السلطة. وفيما يلي 12 محطة في تاريخ الرجل الذي كرس حياته بالكامل للسياسة، وكان أبرز الوجوه التي ساهمت في وصول الجيش إلى الحكم عام 1962 بعد حرب دموية للاستقلال عن فرنسا. يعد بوتفليقة، المولود في مدينة وجدة المغربية عام 1937، أكثر من استمر في حكم الجزائر في تاريخها الحديث ب20 عاما فاز فيها بأربعة انتخابات. انضم بوتفليقة، الذي اشتهر بحنكته السياسية، إلى "جيش الحدود" في بداية حرب الاستقلال عن فرنسا بقيادة هواري بومدين الذي تولى رئاسة البلاد لاحقا. عارض في 1962 اتفاقيات إيفيان، وضغط نيابة عن بومدين والرئيس أحمد بن بلة كي يسيطر الجيش على الحكم. في 1963 وبينما كان عمره بالكاد 26 عاما اختير وزيرا للخارجية، وهو المنصب الذي شغله حتى 1979، ليصبح واجهة للجزائر وأحد أقوى المدافعين عن منظمة الدول المنتجة للبترول (أوبك) وكذلك منظمة دول عدم الانحياز. لعب بوتفليقة في 1976 دورا كبيرا في قرار الرئيس بومدين بالاعتراف بالجمهورية الصحراوية المزعومة، ما تسبب في قطع العلاقات مع المغرب ونشوب نزاع ثنائي ما يزال دائرا حتى الآن. اتهم بوتفليقة في 1983 بالفساد وأدين بإهدار 70 مليون فرنك على سفارات البلاد في الخارج، كان قد قرر قبلها بعامين الهرب. وعاد في 1987 إلى الجزائر دون أن يرد المال الذي قال إنه كان مخصصا لوزارة خارجية جديدة. اختير في 1989 عضوا في اللجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني، وهو الحزب الذي حكم الجزائر منذ الاستقلال، وبعد رفضه تولي عدة وزارات وفي خضم الحرب الأهلية، عاد إلى سويسرا. فاز عام 1999 بالانتخابات الرئاسية بنسبة 75% من الأصوات، وبدأت مرحلة تحول شملت هدنة مع الإسلاميين لإنهاء ما عرفت باسم "العشرية السوداء"، وهي حقبة من الرعب أودت بحياة 300 ألف شخص. تعرض لأول مشكلة صحية في 2005 حيث شخصت إصابته بقرحة دموية في المعدة، وبدأت الرحلات المستمرة إلى سويسرا لإجراء الفحوصات والعلاج وكذلك الشكوك حول حقيقة حالته الصحية. زادت وطأة الشكوك عام 2013 بعد تعرضه لنزيف في المخ تركه على كرسي متحرك، وبدون القدرة حتى على التحدث. لكنه رغم كل ذلك حصل على 81% من الأصوات في الانتخابات التي أجريت عام 2014، حتى بدون حملة. في 11 مارس 2019 وبعد ثلاثة أسابيع من التظاهرات الضخمة في الشوارع وأسبوعين من دخوله إحدى مستشفيات سويسرا، أعلن بوتفليقة قرار عدم ترشحه لولاية خامسة، دون أن يكشف عن خليفته أو وضعه الصحي بدقة.