قرار الحكومة استدراك شهر من الزمن المدرسي في العطلة البينية الربيعية يواجه الفشل بسبب رفض عدد من التلاميذ الحضور إلى المؤسسات التعليمية في أيام العطلة، التي تنطلق اليوم وتستمر إلى غاية 14 من أبريل. وكانت الحكومة قررت اتخاذ بعض التدابير لاستدراك الزمن المدرسي بعد إضراب أساتذة أطر الأكاديميات الجهوية عن العمل لمدة شهر بأكمله، وهو الأمر الذي سيُنفذ في مختلف الأكاديميات الجهوية في المغرب ابتداءً من فاتح أبريل. لكن جمعيات أمهات وأولياء التلاميذ سارعت في بعض المديريات الإقليمية إلى استباق فشل تجربة دروس التعويض بعد عقدها لاجتماعات محلية، وقالت إحدى الجمعيات بإقليم السراغنة إن جميع التلاميذ وأوليائهم بالمنطقة يرفضون الحضور إلى المؤسسات في هذه العطلة المدرسية. وأضاف المصدر ذاته أنه "نظرا للخصاص الكبير الذي يتعدى 55 في المائة، فإن الجمعية غير قادرة على حل المشكل وسد الخصاص الذي يواجهه قطاع التعليم". وكان رئيس الحكومة، رفقة سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، عقد لقاءً حضره ممثلون عن جمعيات آباء وأوليات التلاميذ على المستوى الوطني، لبحث صيغة لاستدراك ما يمكن استدراكه. وأشارت مصادر هسبريس من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بطنجة تطوانالحسيمة إلى أنه فعلاً تطوع عدد من الأساتذة لإنجاح حصص الاستدراك، "لكن لا تُوجد ضمانات بأن التلاميذ سيحضرون بنسبة كبيرة إلى هذه الحصص". وقال مصدر من وزارة التربية الوطنية، في تصريح لهسبريس، إن تعويض الحصص لا يعني حرمان التلاميذ من عطلتهم البينية، مشيرا إلى أن "جميع أكاديميات المغرب برمجت حصص الدعم لكن لا يعني ذلك أن الدراسة ستكون في جل أيام العطلة". وأضاف المصدر ذاته أن "التطوع شمل أيضا أطرا من هيئة التدريس بالأكاديميات، الذين يرفضون خوض احتجاجات مثل زملائهم المطالبين بالإدماج في سلك الوظيفة العمومية". وتتخوف وزارة التربية الوطنية من فشل هذه "الحلول الترقيعية"، خصوصا في ظل تلويح "الأساتذة المتعاقدين" بالإعلان عن أشكال نضالية تصعيدية بعد العطلة المدرسية بالرغم من شروع الأكاديميات في تفعيل قرار العزل من المنصب الوظيفي. ومن بين الإجراءات التي ستطبقها الأكاديميات الجهوية لوزارة التربية الوطنية الاستعانة بالمؤسسات الخصوصية للتعليم؛ إذ ستعمل على تجنيد مئات الأساتذة للمساهمة في عملية الدعم والاستدراك، إضافة إلى استدعاء المدرسين المتقاعدين وطلبة كلية علوم التربية والمدرسة العليا للأساتذة. كما ستلجأ الأكاديميات أيضاً إلى الاستعانة بمتطوعين من جمعيات الآباء والأولياء، ناهيك عن حشد أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لفائدة جمعيات حاملة لمشاريع الدعم التربوي للمساهمة في هذه العملية تحت إشراف السلطات المحلية والجماعات الترابية.