تحتضن مدرسة أكجكال للتعليم العتيق بالجماعة القروية إصبويا بإقليم سيدي إفني عددا من الطلبة الأفارقة الذين يقصدون هذه المؤسسة العلمية لحفظ القرآن الكريم والنهل من العلوم الشرعية، جنبا إلى جنب مع عشرات الطلبة المغاربة الذين يتوافدون عليها من مختلف جهات المملكة. ويستفيد الطلبة الأفارقة، المنحدرون من دولة غينيا كوناكري، من سكن خاص بهم، ويتلقون العلم على يد أساتذة متخصصين في مختلف العلوم الشرعية، كما يتلقون دروسا في اللغة العربية في السنة الأولى من التدريس. وتوفر المدرسة لهؤلاء الطلبة الأفارقة الشروط الملائمة للتحصيل العلمي وحفظ القرآن الكريم، ومحيطا تربويا واجتماعيا يساعدهم على الاندماج. ويحصل هؤلاء في نهاية مسارهم العلمي بالمؤسسة على شواهد علمية في مختلف التخصصات التي تدرس بالمدرسة تمكنهم من الالتحاق بالجامعات المغربية، وتفتح لهم آفاقا عملية في بلدانهم الأصلية. وأكد مدير مدرسة أكجكال للتعليم العتيق، حميد الباحث، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أكثر من 230 طالبا يدرسون بالمؤسسة، ضمنهم 16 طالبا إفريقيا ينحدرون من غينيا كوناكري، أتوا من بلدهم الأصلي منذ سنتين "خصيصا لإتمام دراستهم". وأبرز في التصريح ذاته أن المدرسة تستعد حاليا لاستقبال الفوج الثاني من هؤلاء الطلبة القادمين من عدد من البلدان الإفريقية، وذلك نتيجة السمعة الطيبة التي تتمتع بها، ولإشعاعها العلمي الذي وصل إلى طالبي العلم بإفريقيا. وأضاف أن إدارة المدرسة قامت بتشييد بناية جديدة خاصة تتكون من طابقين لإيواء الأفواج الجديدة من الطلبة الأفارقة المنتظر التحاقهم قريبا، مشيرا إلى أن "الطلبة الأفارقة يستفيدون، كما الطلبة المغاربة، من برامج موازية للتعليم تشمل أنشطة ترفيهية ورياضية ورحلات، تسهيلا لمهمة اندماجهم في محيط المدرسة إقليميا وجهويا ووطنيا". من جانبه، يرى رئيس جمعية رعاية وتسيير مدرسة أكجكال للتعليم العتيق، عمر أرباع، في تصريح مماثل، أن الطلبة الأفارقة يقصدون المدرسة "لأنها تحظى بإشعاع علمي وتتوفر على إمكانيات وقدرة على إيواء الطلبة والسهر على توفير كل الشروط اللازمة لهم للدراسة، من وسائل نقل وأطر إدارية وتربوية يتمتعون بكفاءات عالية، إضافة إلى السهر على سلامتهم الصحية وتوفير العلاجات والفحوصات اللازمة". وأشار أيضا إلى أن "جمعية تسيير مدرسة أكجكال تسهر على تلبية كل متطلبات إقامة الطلبة الأفارقة وطنيا، من إجراءات تجديد إقامتهم واتباع وإنجاز المساطر والإجراءات القانونية اللازمة". وفي هذا الإطار، أكد أرافان مامادي، وهو طالب من غينيا كوناكري يتابع تعليمه في هذه المدرسة العتيقة، أن "الطلبة الأفارقة لا يجدون أي مشكل في الاندماج والدراسة هنا" بإصبويا، لأن المؤسسة "توفر لنا كل الظروف والإمكانات الضرورية". وبعد أن أوضح أنه وجد "ضالته في هذه المدرسة"، وأنه يعكف على حفظ القران الكريم ودراسة العلوم الشرعية، عبّر الطالب الغيني، في تصريح للوكالة، عن أمله أن يتمكن بعد التخرج من العودة إلى بلده وتحفيظ الأطفال هناك القرآن الكريم وتدريسهم علوم الفقه والحديث. وتجدر الإشارة إلى أن مدرسة أكجكال للتعليم العتيق بسيدي إفني، وهي الوحيدة بالأقاليم الجنوبية للمملكة التي تستقبل الطلبة الأفارقة، قد شيدت (تبعد عن مركز إصبويا بحوالي 8 كيلومترات)، على مساحة تقدر بثلاثة هكتارات. وتشتمل المدرسة، التي تعتبر نموذجية في ترسيخ قيم الإسلام السمحة، على 14 قاعة موزعة على أجنحة لإيواء الطلبة المغاربة، وجناح خاص لإيواء الطلبة الأفارقة، إضافة إلى مكتبة، ومساكن الأساتذة والطاقم الإداري، ومستوصف خاص بها. ويشرف على التدريس طاقم تربوي يتكون من 21 أستاذا، يدرسون مختلف المواد العلمية في الأسلاك الثلاثة بالمؤسسة.