طالب قائد الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح اليوم الثلاثاء باتخاذ إجراء دستوري لإعلان أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة غير لائق للمنصب، قائلا إن ذلك سيلبي مطالب المحتجين الساعين لإنهاء حكمه المستمر منذ 20 عاما. ودعا صالح خلال حديثه لضباط من الجيش بثته قناتان خاصتان إلى موقف موحد لحل الأزمة التي أطلقت شرارة احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة منذ أسابيع. وقال صالح إن الحل سيستند إلى المادة 102 من الدستور، وسيحقق "توافق رؤى الجميع ويكون مقبولا من كافة الأطراف". وتسري هذه المادة في ظروف معينة مثل تدهور صحة الرئيس. وندر ظهور بوتفليقة (82 عاما) في أي مناسبة عامة منذ أن أصيب بجلطة دماغية في عام 2013. والخطوة التالية هي أن يعلن المجلس الدستوري رسميا أن بوتفليقة غير لائق للمنصب، وهو قرار يتعين أن يقره مجلسا البرلمان بأغلبية الثلثين. وبمقتضى المادة 102، يتولى رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح منصب القائم بأعمال الرئيس لمدة لا تقل عن 45 يوما. وذكرت قناة البلاد التلفزيونية الخاصة أن المجلس الدستوري عقد جلسة خاصة بعد تصريحات قائد الجيش. ويتجنب الجيش القوي التدخل مباشرة في الأزمة إلى الآن، لكنه يرقب الأحداث عن بعد وإن كان قد حذر من أنه لن يسمح بحدوث فوضى في البلاد. وأذعن بوتفليقة، أحد قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب الاستقلال عن فرنسا من عام 1954 إلى عام 1962 ويهيمنون على البلاد، للمحتجين الشهر الجاري بالتراجع عن قرار السعي للحصول على فترة ولاية أخرى وأجل الانتخابات التي كانت مقررة في أبريل. إلا أن بوتفليقة لم يصل لحد الاستقالة وقال إنه سيبقى لحين إقرار دستور جديد وهو ما يمدد فعليا فترة ولايته الحالية. وفشلت الخطوة في تهدئة مئات الآلاف من الجزائريين الذين يخرجون إلى الشوارع منذ نحو خمسة أسابيع تقريبا مطالبين بتنحي بوتفليقة وحلفائه. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن صالح قوله "يتعين بل يجب تبني حل يكفل الخروج من الأزمة، ويستجيب للمطالب المشروعة للشعب الجزائري، وهو الحل الذي يضمن احترام أحكام الدستور واستمرارية سيادة الدولة". وعاد آلاف المحتجين إلى شوارع الجزائر العاصمة اليوم الثلاثاء مطالبين بتنحي بوتفليقة ومواصلين الضغط الشعبي عليه. وقال بلقاسم عبيدي (25 عاما)، وهو واحد من نحو ستة آلاف محتج معظمهم من الطلبة تجمعوا في وسط العاصمة اليوم الثلاثاء، "النظام يجب أن يرحل.. لا جدوى من المقاومة". وسيواجه الجزائريون حالة من عدم اليقين لبعض الوقت قبل ظهور رئيس جديد. ومن العوامل المهمة في ذلك موقف الجيش الذي قد يلعب دورا حاسما في الأحداث مثلما فعل من قبل. وقال مهندس معماري يدعى نور الدين بهي (52 عاما) "أنا متفائل بأن ضغوطنا ستغير مجريات الأمور سلميا". وتخلى بعض أهم شركاء بوتفليقة عنه ومنهم أعضاء في حزبه الحاكم ورجال أعمال مما يعمق عزلة الرئيس. *رويترز