نظم الآلاف احتجاجات في الجزائر العاصمة اليوم الثلاثاء للمطالبة باستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ليتواصل بذلك الضغط بعد احتجاجات مستمرة منذ أسابيع وتهدد بالإطاحة ببوتفليقة والنخبة الحاكمة التي ساعدته على البقاء في السلطة لمدة 20 عاما. وأذعن بوتفليقة، أحد قدامى المحاربين الذين خاضوا حرب الاستقلال عن فرنسا من عام 1954 إلى عام 1962 ويهيمنون على البلاد، للمحتجين الشهر الجاري بالتراجع عن قرار السعي للحصول على فترة ولاية أخرى وأجل الانتخابات التي كانت مقررة في أبريل نيسان. إلا أن بوتفليقة لم يصل لحد الاستقالة من الرئاسة وقال إنه سيبقى لحين إقرار دستور جديد وهو ما يمدد فعليا فترة ولايته الحالية. وفشلت الخطوة في تهدئة مئات الآلاف من الجزائريين الذين يخرجون إلى الشوارع منذ نحو خمسة أسابيع تقريبا لمطالبة بوتفليقة وحلفائه بالاستقالة. وقال بلقاسم عبيدي (25 عاما) وهو واحد من نحو ستة آلاف محتج، ومعظمهم من الطلبة، تجمعوا في وسط العاصمة اليوم الثلاثاء "يجب أن يرحل النظام.. لا جدوى من المقاومة". وحتى إذا ابتعد بوتفليقة عن الصورة، فمن الممكن أن يواجه الجزائريون غموضا لبعض الوقت قبل أن يظهر رئيس جديد لقيادة البلد المنتج الكبير للنفط والغاز. وحتى الآن نأى رئيس الأركان بالجيش عن بوتفليقة وأشاد بالمحتجين. وأي تحرك مباشر لمساعدة الجزائريين في الإطاحة ببوتفليقة قد يعتبر انقلابا عسكريا من قبل مؤسسة تفضل إدارة السياسة من وراء الكواليس. وتخلى بعض أهم شركاء بوتفليقة عنه ومنهم أعضاء في حزبه الحاكم ورجال أعمال مما يعمق عزلة الرئيس البالغ من العمر 82 عاما ولم يظهر في مناسبة عامة إلا نادرا منذ إصابته بجلطة في 2013. وقال مهندس معماري يدعى نور الدين بهي (52 عاما) "أنا متفائل بأن ضغوطنا ستغير مجريات الأمور سلميا". *رويترز