بعد حوالي شهرين من الخلاف والنقاش السياسي والشد والجذب بين الأغلبية والمعارضة حول مشروع القانون الإطار المتعلق بالتربية والتكوين، توصل رؤساء الفرق البرلمانية، في اجتماع مطول دام إلى حدود الحادية عشرة ليلاً من يوم أمس الاثنين، إلى صيغة توافقية حول جميع النقاط الخلافية، بما في ذلك مسألة تدريس المواد العلمية والتقنية باللغات الأجنبية. وكشفت مصادر برلمانية حضرت الاجتماع أن الفرق البرلمانية، أغلبية ومعارضة، توافقت على تمرير القانون الإطار للتعليم بعد التوصل إلى صيغة موحدة، وأن هذا "التوافق شمل أيضا الحفاظ على الصيغة نفسها بخصوص تدريس بعض المواد العلمية والتقنية باللغات الأجنبية". وأضافت مصادر هسبريس أن التعديل الذي أُدخل على نقطة التناوب اللغوي "لم يغير من جوهر المادة 31 من مشروع القانون، بل قمنا فقط بتجويد الصياغة"، بتعبير رئيس فريق برلماني. كما توافقت الفرق البرلمانية حول نقطة خلافية أخرى تتعلق بتنويع آليات التوظيف في الوظيفة العمومية، لكنها لم تحدد الصيغ الممكنة في ظل النقاش المستمر حول "التعاقد" والتوظيف الجهوي. وأوضحت مصادر هسبريس أن رؤساء الفرق البرلمانية تركوا مسألة تحديد آليات التوظيف الجديدة للنصوص التنظيمية والمراسيم التطبيقية التي ستصدرها الحكومة. ويتجه البرلمان إلى عقد دورة استثنائية للمصادقة على مشروع القانون الإطار للتعليم واتفاق الصيد البحري، بالإضافة المشروع المتعلق بالضمانات المنقولة، المرتقب أن تتم المصادقة عليه غدا الأربعاء بلجنة المالية والتنمية الاقتصادية. وكان حزب العدالة والتنمية، القائد للإتلاف الحكومي، ومعه حزب الاستقلال المعارض، خاضا حربا شرسة ضد مسألة تدريس المواد العلمية والتقنية باللغات الأجنبية (الفرنسية والإنجليزية)، لكنهما اضطرا إلى الانحناء للعاصفة في ظل تشبث باقي مكونات الأغلبية الحكومية وحزب الأصالة والمعاصرة المعارض بالصيغة الموجودة ضمن توصيات الرؤية الاستراتيجية لإصلاح التعليم 2015-2030، التي تمت الموافقة عليها من قبل الملك محمد السادس في مجلس وزاري. يشار إلى أن المادة 31 من المشروع القانون الإطار نفسه تحدد الهندسة اللغوية في تمكين التلاميذ المغاربة من إتقان اللغتين الرسميتين واللغات الأجنبية، ولاسيما في التخصصات العلمية والتقنية، مع مراعاة مبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص. وينص القانون الإطار على "إعمال مبدأ التناوب اللغوي من خلال تدريس بعض المواد، خصوصا العلمية والتقنية منها، أو بعض المضامين أو المجزوءات في بعض المواد، بلغة أو لغات أجنبية".