فوجئ العديد من المارة قرب محطة القطار بالعاصمة الرباط، صباح اليوم الجمعة، بمحاولة انتحار أقدمت عليها "مي عيشة"، قبل أن تفشلها القوات العمومية بعد أن تدخلت لإيقاف سقوطها من سور "باب الرواح"، في قلب المدينة، ليتم نقلها بعد ذلك صوب المستشفى من أجل تلقي العلاجات الضرورية، وتدارك بعض الإصابات التي لحقتها. وحسب ما عاينته جريدة هسبريس الإلكترونية فقد جاءت "مي عيشة"، كعادتها، ملتحفة بالعلم الوطني، وعلامات الإعياء بارزة على سحنتها، كما ظلت تشتكي من غصة أحست بها عقب قرار محكمة القنيطرة نزع أرضها منها لفائدة الشخص الذي ادعت معه. واشتهرت قضية "مي عيشة" حين صعدت عمودا وسط مدينة الرباط، منذ حوالي سنتين، مهددة بالانتحار، احتجاجا على استيلاء أحد الأشخاص على أرض لها تقدر مساحتها بسبعة هكتارات في أولاد ميلك، قبل أن يتدخل مسؤولون أمنيون حالوا دون ارتمائها من أعلى العمود، بعد أن يعدوها بأن قضيتها ستحظى بالاهتمام من لدن الجهات المعنية. وكانت "مي عيشة" تأمل في أن تنصفها المحكمة في الدعوى التي رفعتها ضد شخص تتهمه بالاستيلاء على أرضها، وهي الواقعة التي دفعتها إلى اعتلاء عمود كهرباء وسط العاصمة الرباط لإيصال احتجاجها إلى المسؤولين. وفي تعليق حول حكم الاستئناف قال المحامي محمد زيان في اتصال مع جريدة هسبريس: "السيدة لم تؤجّر أرضها للشخص الذي تتهمه بالاستيلاء عليها، ولم يجمع بينهما أبدا أي عقد، ومع ذلك حكمت المحكمة لصالحه"، مضيفا: "اللهم إن هذا منكر، اللهم إن هذا منكر.. هذه قمة الشطط في استعمال السلطة". وجوابا عن سؤال حول ما إن كان الشخص الذي تتهمه "مي عيشة" بالاستيلاء على أرضها يملك نفوذا، قال زيان: "لا أعرف هل لديه نفوذ أم مال أم ماذا؟"، لافتا إلى أن "مي عيشة" أصبحت الآن مشرّدة، بعد الحكم الصادر ضدها، آملا أن تتحرك النيابة العامة لإنصافها.