أضحت هواية تربية الحمام الزاجل، إلى جانب حمام الزينة، في الآونة الأخيرة، تجتذب الكثير من شباب حي زواغة بمدينة فاس، حيث نادرا ما تجد سطح منزل بهذا الحي يخلو من خم لتربية الحمام أعده صاحبه للمشاركة في سباقات الحمام الزاجل التي تنظم بمدينة فاس، أو جعل منه تجارة مربحة من خلال إعادة بيع فراخه لهواة آخرين. عشق فوق السطوح وهواية متوارثة ما أن يعود من الدراسة حتى يسارع عمر السباعي، 18 ربيعا، نحو سطح منزل أسرته الكائن بحي زواغة بمدينة فاس ليتفقد خم الحمام الذي شيده باستعمال أدوات بسيطة، قبل أن يسأل أمه إن كانت أمدت سرب حمامه بالأكل والشرب خلال فترة تواجده بمؤسسته التعليمية. "غالبية الأسر هنا بحي زواغة تخصص ركنا في سطح المنزل لتربية الحمام الزاجل أو حمام الزينة"، يقول عمر السباعي، مبرزا لهسبريس أنه يقضي وقت فراغه في ممارسة هذه الهواية التي قال إنه زاولها منذ أن كان طفلا بعد أن وجد والده، بدوره، يعشق تربية الحمام. وأكد عمر، وهو يشير إلى الآفاق حيث كان سرب من الحمام يحوم فوق حي زواغة، أن هناك من الشباب من جعل من الحمام، الذي يتطلب تخصيص وقت كاف للعناية به، مصدرا للرزق ببيع فراخه في الأسواق، موضحا أنه: "للنجاح في تربية الحمام، يجب التعامل معه كواحد من أفراد الأسرة، وذلك بتنظيف مكان عيشه، وتوفير الأكل المناسب له، وتحصينه من الإصابة بالأمراض". من جانبه، أشار الشاب أنوار سماح، في لقاء مع هسبريس، إلى أن تربية الحمام الزاجل بالنسبة إليه "عشق منذ الطفولة"، مؤكدا أن "هذه الهواية أفضل من الاهتمام بأشياء لا تنفع الشباب في شيء"، دون إنكاره على أن تربية الحمام ليست بالأمر الهين، نظرا لكون الحمام معرضا بسهولة للإصابة بالأمراض المسببة لنفوقه الجماعي. تدريب على السباق وطموح للتتويج أكد أنوار سماح أن الهاوي تربية حمام السباق عليه تدريب هذا الصنف عندما يكون ما زال فرخا، موردا أن شبان حي زواغة يتبادلون فيما بينهم الخبرات المتعلقة بالطرق الناجعة لتربية الحمام، وأنواعه الجيدة، وكيفية تدريبه بشكل جيد على خوض غمار السباقات. وأضاف متحدث هسبريس أن شبان زواغة بفاس يهتمون بتربية أصناف متنوعة من الحمام، سواء الأصيلة أو الهجينة، مثل "العنبر" و"النفاخ" و"بولو" و"القلاب" و"البلاك"، مشيرا إلى أن كل واحد من هواة تربية الحمام يفضل نوعا على آخر، سواء ذلك المخصص للسباقات أو الزينة. أما الشاب عبد الفتاح، جار أنوار، فأشار إلى أنه شارك في مجموعة من السباقات الخاصة بالحمام الزاجل، موضحا أنه عازم خلال المشاركة القادمة على التتويج بعد أن تمكن من إعداد بعض الفراخ بشكل جيد على تحمل سباقات المسافات الطويلة. وأضاف عبد الفتاح أن تربية الحمام بسطح منزل أسرته هواية متوارثة لدى أفراد عائلته، موضحا أن "هناك حماما يصلح للمشاركة في السباقات القصيرة، يتم إطلاقه من ضواحي فاس أو عين تاوجطات، وآخر للسباقات المتوسطة، يمكن تدريبه على الطيران نحو فاس انطلاقا من مدينة مكناس، ونوع ثالث يتحمل السباقات الطويلة، يمكن إطلاقه من مدينة كلميم أو العيون ليعود في وقت وجيز إلى منزل صاحبه بفاس". "كل وحد من مربي الحمام بحي زواغة يعمل على الإعداد المسبق للمشاركة في سباقات الحمام الزاجل"، يقول عمر السباعي الذي أوضح لهسبريس أنه يداوم على تدريب حمامه من أجل الفوز بإحدى السباقات، مضيفا أنه يخرج الحمام من "السجنة" ويطلقه في سطح المنزل قبل أن ينقله إلى ضاحية مدينة فاس لإطلاقه حتى يتعود على تذكر طريق العودة إلى المنزل. "الحمام له قدرة كبيرة على تذكر المكان الذي تربى فيه، وما إن تطلقه من أي مكان حتى يبادر إلى العودة إلى خمه مسرعا"، يوضح عمر، الذي قال إنه قام، مؤخرا، بإطلاق أربع حمامات من ضواحي الرباط سبقته في العودة إلى منزله بفاس، مبرزا أنه يجب عزل ذكور الحمام المخصص للسباقات عن إناثه حتى لا يؤثر التزاوج على لياقته البدنية.