في سيْرها لتجاوُزِ خيبة أمل من انْعدامِ الغاز في إحدى الآبار المكتشفة في الجهة الشرقية، أعلنت "ساوند إنرجي"، شركة الاستكشافات الغازية البريطانية، أن "المفاوضات مع السلطات المغربية بشأن اتفاقية مبيعات الغاز في حقول تندرارا مستمرة على النَّحو المنشود"، مشيرة إلى أنَّ رحلة استخراج "الذهب الأسود" من الحقول المغربية أبانتْ عن وجود كميات ذات جدوى اقتصادية. ووفقاً لوكالة الأنباء السويسرية "إيكوفين"، فإنَّ العملاق البريطاني المتخصص في التنقيب عن الغاز دخل في مفاوضات إيجابية مع المكتب الوطني للكهرباء ومياه الشرب (ONEE) ووزير الطاقة المغربي، بشأن اتفاق بيع الغاز المحلي المكتشف في حقول تندرارا الشرقية". ونقلَ العملاق البريطاني، الذي يستثمرُ في مجال التنقيب بالمغرب منذ أكثر من 3 سنوات، أنَّ المحادثات بين الأطراف المعنية تأخذ طابعاً ومساراً إيجابيا، مشيراً إلى أنَّ "هذه المرحلة تمثل خطوة حاسمة للشركة وللشركاء الآخرين بشأن الكميات الاقتصادية الموجودة في المنطقة وما إذا كانتْ في مستوى تطلعات الشركة". وحسب الشركة ذاتها، فإن استخراج الغاز وبيعه للجانب المغربي من شأنه أن يزيد من قدرات البلد المحلي ويصبح للمغرب مصدرا إستراتيجيا جديدا لإمداد الغاز المحلي الذي سيقلل من اعتماده على الواردات الجزائرية. كما ستَقْدِم المملكة على تشكيل بنية تحتية جديدة لنقل الغاز في الشرق، وكذا البنية التحتية المتعلقة بخط أنابيب الغاز المغاربي الموجه إلى أوروبا (GME). وأعلنت "ساوند إنرجي" أن السجلات السلكية المتوسطة ل TE-10 تشير إلى وجود رمال تحتوي على الغاز، مشيراً إلى أن "الآبار الخمس التي حفرتها الشركة المنقبة عن الغاز والبترول برسم الفترة ما بين 2016 وبداية 2019، أبانتْ اثنتان منها عن وجود كميات ذات جدوى اقتصادية؛ وهو ما جعل المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن يمنحها امتياز الاستغلال خلال السنة الماضية. وتعمل الشركة، من خلال رخصة تندرارا في الجهة الشرقية، على أشغال التنقيب منذ أشهر وتحليل معطيات الآبار وعينات من الصخور المستخرجة، وقد أظهرت تفاؤلاً كبيراً بإمكانية إيجاد كميات كبيرة من الغاز القابل للاستغلال. وبشأنِ تاريخ الانطلاق في عملية الاستخراج، والشروع في التسويق التجاري لاحتياطي الغاز المتوفر في حقل TE-10، أكد بارسون أن شركة "ساوند إنيرجي" تنتظر بفارغ الصبر الشروع في هذه العملية. وأعلنت المجموعة البريطانية، قبل أسابيع، أن أشغال الحفر في البئر "TE-9" على عمق 2925 متراً أسفرت عن عدم وجود غاز قابل للاستغلال، وبذلك أنهت عمليات التنقيب وقررت تركيز جهودها على البئر "TE-10" الموجود في المنطقة نفسها. وتعتبر الشركة البريطانية إحدى أقوى الشركات المتخصصة في التنقيب عن الغاز في منطقة شمال إفريقيا، وتشتغل في مختلف مناطق المغرب، وفي غرب الجيزة وميسيدا بمصر، "التي تتميز بتكاليف منخفضة، وبمرونة خاصة في أسعار النفط المنخفضة". وسبق للشركة البريطانية أن أعلنت أن توقعاتها الأخيرة بشأن حجم الغاز الطبيعي في حقل تندرارا، المحددة في 5 مليارات متر مكعب، جاءت متناغمة مع تقرير شركة "crp energy" المتخصصة في التوقعات الطاقية، الذي أكد وجود كميات هائلة من الغاز الطبيعي في الحقول الثمانية المكتشفة، مبرزة أنها تتوقع "وجود 278 مليار قدم مكعب على الأقل، و1.25 تريليون قدم مكعب كحد أقصى، في الحقول الثمانية التي جرى حفرها".