أمام المسجد العتيق "القصبة" الذي يتوسط مدينة المحمدية، اختارت الجمعية المركزية للأمراض المزمنة أن تحتفل بالنساء في يومهن العالمي بطريقة أخرى، تبعث من خلالها فيهن الأمل لتجاوز مخاطر الأمراض التي باتت تهددهن وتقض مضجعهن. توافدت العديد من المغربيات، سواء اللواتي كن يرغبن في أداء الصلاة بالمسجد أو من تلقين الخبر في البيوت، على الوحدة المتنقلة الإقليمية لفحص مرض السكري بعمالة المحمدية، وكلهن أمل في الخضوع للفحص وتلقي الخبر السار. فحوصات في عيد المرأة العديد من النساء من قاطنات حي القصبة، أعرق أحياء مدينة المحمدية، اللواتي حضرن للقافلة الطبية التي تندرج ضمن مشروع يجمع الجمعية المركزية للأمراض المزمنة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومندوبية وزارة الصحة، عبرن عن سعادتهن لكون هذه القافلة من شأنها أن تساعد على اكتشاف هذه الأمراض المزمنة. فاطمة، سيدة أربعينية، اعتبرت أن الساكنة بمدينة المحمدية في حاجة ماسة إلى مثل هذه القوافل التي من شأنها أن تكشف عن إصابة العديد من المواطنين بمرض السكري وغيره. وأكدت هذه السيدة، في حديثها لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنها تعاني من داء السكري وجاءت لهذه القافلة من أجل الاستفادة من الخدمات التي تقدمها، خاصة أنها لم يسبق لها الاستفادة من مثل هذه المبادرة. سيدة أخرى نوهت بهذه الالتفاتة التي اختار منظموها أن تنطلق يوم الثامن مارس لما له من دلالات لفائدة النساء المغربيات، مؤكدة أنها لأول مرة تستفيد من حملة طبية بالمدينة. ولفتت السيدة إلى أن هذه القافلة الطبية، بالقرب من منزلها في حي القصبة بالمحمدية، أظهرت إصابتها بالسكري، الأمر الذي يتطلب أن تخضع معه للعلاجات الضرورية تفاديا لعواقب وخيمة على صحتها. حملات أسبوعية بالمساجد "هذه القافلة الطبية التي تأتي تزامنا مع عيد المرأة، لن تكون الأولى أو الأخيرة، بل ستتلوها أسبوعيا حملات مماثلة بكل مساجد عمالة المحمدية"، يقول الدكتور محمد حجاجي، رئيس الجمعية المركزية للأمراض المزمنة، مضيفا أن انطلاقة القافلة تزامنا مع هذا العيد الأممي للمرأة لها دلالات عديدة، وتعبر عن رغبتهم في استهداف النساء بشكل أكبر وتوعيتهن، خاصة أنهن يؤثرن في محيطهن. وأورد الدكتور حجاجي أن هذه القافلة تدخل ضمن مشروع صحي كبير يتم إنجازه بالتعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومندوبية وزارة الصحة، ويتمثل في "حملات متنقلة بشكل أسبوعي، تقوم بها قافلة متنقلة لفحص داء السكري، ستعمل على الوقاية والتحسيس والأخذ بيد المصابين وتعليمهم طرق التعايش مع المرض والسبل المثلى لحل هذه المعطلة التي تنخر صحة المرضى". وأضاف ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن "هذه القافلة الطبية، التي ستحط الرحال كل جمعة بمسجد من مساجد عمالة المحمدية، ستقوم، إلى جانب الفحص الفوري، بتحاليل مخبرية وتقديم أجهزة لقياس نسبة السكر في الدم للمرضى المعوزين". وزاد رئيس الجمعية أن هذه القوافل "تدخل ضمن مشروع جديد ومبدع يصب في التوجه الملكي الداعي إلى برامج طموحة وذات تأثير اجتماعي، ستنتقل بعد ذلك إلى القيام بحملات في الساحات العمومية وكذا بالمدارس والثانويات والكليات"، على حد تعبيره. ودعا الدكتور حجاجي، الذي نوه بمجهودات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومندوبية الصحة، جميع الشباب إلى "الانخراط في هذا العمل الطبي الخيري لمحاربة هذا الداء، خاصة أن الإحصائيات السنوية بخصوصه تبرز تضاعفه بالمغرب". علاجات للقرب هذه القافلة الطبية التي حطت رحالها بالمسجد العتيق بمدينة المحمدية، كانت حصة الأسد بالنسبة للمستفيدين منها للنساء، خاصة وأنها تأتي في يوم المرأة، حيث استفادت حوالي ثلاثمائة امرأة من الفحوصات الخاصة بالسكري. حسناء سكيكر، طبيبة العيون عضو الجمعية المركزية للأمراض المزمنة، قالت إن "مثل هذه القوافل من شأنها أن تساعد في تجنيب المواطنين أمراضا خطيرة على مستوى العيون وغيرها، وبالتالي ننصح المواطن بالفحص الدوري للسكري تجنبا لأمراض أخرى". واعتبرت الدكتورة سكيكر، في حديثها لهسبريس، أن هذه القافلة المتنقلة، التي أنجزت بتعاون بين الجمعية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الصحة، ستمكن من كشف حالات العديد من المصابين بالسكري والضغط الدموي، خاصة أن كثيرين منهم لا يقصدون المستشفيات للفحص، نظرا لحالات العوز التي يعيشونها، لذا، فإن مثل هذه الحملات تعفي المواطن من التنقل صوب المستوصفات. خديجة لطفي، فاعلة جمعوية، نوهت بهذه المبادرة الطبية والإنسانية التي تعد سابقة من نوعها في المحمدية، "خاصة أن الجمعية أخذت على عاتقها التنقل كل جمعة امام مسجد بالعمالة بوحدة متنقلة". ويرى الفاعلون الجمعويون الذين حضروا انطلاقة هذا المشروع أنه سيساهم في تقريب الخدمات الطبية من المرضى، وسيعطي القاطنين بالقرى والأحياء الهامشية بالمحمدية الذين لا قدرة لهم على الكشف الفرصة لذلك. وستجوب هذه القافلة مختلف الجماعات التابعة لعمالة المحمدية، ولهذه الغاية سطرت الجمعية المركزية للأمراض المزمنة مع شركائها برنامجا ممتدا في الزمن ينطلق من المساجد التي تعرف تجمع المواطنين، ويشمل المدارس والثانويات والكليات، للتحسيس بهذا الداء.