قال الحسين بويعقوبي، أستاذ جامعي، إن "قناة العيون لا تلتزم بدفتر التحملات بخصوص مسألة الأمازيغية التي أقرها دستور المملكة كأن الأمازيغ لا يوجدون في الصحراء، والشيء نفسه بالنسبة لقناة ميدي آن تيڤي وعدد من الإذاعات والقنوات، وهذا تمييز بين المواطنين على أساس لغوي". وتساءل المتحدث حول ما إذا كانت "الهاكا" تراقب هذه القنوات التي لا تحترم دفتر التحملات، وما إذا كانت لهذه الهيئة سلطة عليها. وقال: "لا توجد لغة رسمية بكثرة ولغة رسمية قليلا، فبمجرد ما أقر دستور المملكة رسمية اللغة الأمازيغية، فعلى جميع القطاعات الإلتزام بما جاء في الدستور، من مدرسة وجامعة وإذاعات وقنوات تلفزية وغير ذلك". بويعقوبي الذي كان يتحدث في ندوة "الأمازيغية في الإعلام المغربي"، التي نظمتها وزارة الثقافة والاتصال وكلية الآداب والعلوم الإنسانية وجهة سوس ماسة اليوم الجمعة بأكادير، استعرض في مداخلته المراحل المهمة التي قطعتها الأمازيغية في الإعلام الرسمي منذ سنة 1938، "حيث كانت الأمازيغية تستفيد وقتها من 10 دقائق كل أسبوع، تتضمن أخبارا بالسوسية وأغنية، مرورا بسنة 1942 حيث خصص للأمازيغية في الإذاعة نصف ساعة يوميا، ثم ساعة يوميا ابتداءً من سنة 1945". وأضاف الباحث في اللغة والثقافة الأمازيغية أنه في "سنة 1955 تم إدراج لهجة تاريفيت في الإذاعة بغلاف زمني قدره 10 دقائق كل 15 يوما، وستضاف تمازيغت إلى جانب تشلحيت سنة 1958، لتصبح 3 ساعات من البث لكل لهجة منذ سنة 1962 إلى غاية 1974 حيث بدأت الإذاعة الأمازيغية من منتصف النهار إلى منتصف الليل، بمعدل أربع ساعات لكل لهجة". وبخصوص الجرائد الورقية، أكد بويعقوبي الذي يرأس الجامعة الصيفية أنه "لم يتبق منها سوى ثلاث جرائد هي أدليس، العالم الأمازيغي، ونبض المجتمع، رغم كل الإحصائيات التي تقدمها وزارة الاتصال". وعرج المتدخل في هذه الندوة على القناة الأمازيغية موضحا أنها "قناة خرجت من رحم النضال، وربما يُنظر إليها على أنها قناة مناضلة، لأن كل من يشتغل في حقل الأمازيغية يُنظر إليه على أنه مناضل، ولم ننتقل بعد لنصل مستوى صحافيين حقيقيين، وحتى باحثين حقيقيين". وأضاف أنه "من سوء حظها أنها ظهرت سنة 2010 في سياق معولم، يتميز بتنافسية قوية من طرف القنوات الوطنية أولا ثم القنوات الدولية؛ هذا يجعلنا نتساءل متى سيتفرج المشاهد في القناة الأمازيغية في ظل وجود هذه التنافسية بإمكانيات كبيرة جدا". وأردف في السياق نفسه أن "الإمكانيات المتوفرة للقناة الأمازيغية لا تتيح لها أن تدخل مجال المنافسة، سواء على مستوى البرامج أو الإشعاع، أو على جميع المستويات".