مسلسل طويل ينتظر وزارة التربية الوطنية في علاقتها بالفاعلين النقابيين الذين اختاروا الإضراب عن العمل بدورهم إسوة بالتنسيقيات التي اتجهت نحو التصعيد مسبقا، حيث أعلنت المركزيات إضرابا وطنيا أيام 4 و5 و6 و7 مارس الجاري، قابل للتمديد في أي لحظة، مع أشكال احتجاجية غير مسبوقة ممركزة في العاصمة الرباط. التنسيق النقابي الذي يضم خمس تنظيمات، قال إن "هناك استهتارا غير مسؤول لوزارة التربية الوطنية بالمطالب العادلة والمشروعة لجميع الفئات التعليمية المتضررة"، مشيرا إلى أنه "تم استنفاد جميع الخطوات النضالية الودية والمراسلات المتكررة للوزارة، والتي لم تجد آذانا صاغية"، كما أعلن تشبثه بالوحدة النضالية كخيار استراتيجي لتسوية جميع الملفات التعليمية العالقة، وأكد استعداده التام لخوض "كافة الأشكال الوحدوية". وسجلت النقابات "تضامنها مع مختلف المتضررين من سياسات الوزارة، من ضحايا النظامين، وأساتذة الزنزانة، والأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، فضلا عن الأساتذة المقصين من خارج السلم، الإدارة التربوية، أطر التوجيه والتخطيط، المكلفين خارج إطارهم الأصلي، مع تجديد الدعوة للاستجابة الفورية والشاملة لكل المطالب العامة والمشتركة والفئوية". وندد المصدر ذاته ب"سياسة الآذان الصماء التي تجابه بها الحكومة ووزارة التربية الوطنية النضالات الحضارية والمسؤولة لجميع الفئات المناضلة"، داعيا وزارة التربية الوطنية إلى "التجاوب الإيجابي مع نضالات موظفي وزارة التربية الوطنية حاملي الشهادات، وذلك بفتح حوار جدي ومعقول يفضي إلى استرجاع كافة حقوقهم المسلوبة". وفي هذا الصدد، قال عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام الوطني للجامعة الوطنية للتعليم – التوجه الديمقراطي، إن "الإضراب الحالي هو تنسيق فئوي يهم أساسا حاملي الشهادات، برمج قبل الحوار الفاشل مع وزارة التربية الوطنية"، مشيرا إلى أنه "لأول مرة قدم أمزازي تصوره لحل هذا المشكل على الأقل، لكن الأساتذة قابلوه بالرفض، حيث أقصاهم من العديد من الامتيازات التي منحها لهم اتفاق 26 أبريل". وأضاف الإدريسي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المطلوب من النقابات هو التنسيق من أجل فرض تصورها على المسؤولين، وذلك بشكل جماعي، لكن طبيعة الممارسة السياسية والنقابية في البلاد، فضلا عن التعامل الحكومي مع الملفات، يفرضان التعاطي الفئوي"، لافتا إلى أن "للأمر إيجابيات عديدة، منها تكوين المناضلين النقابين حيث يتعلمون الشيء الكثير على المستوى الفئوي، بالإضافة إلى كون الأمر محفزا على النضال، لأن الملف في النهاية يعني بشكل أكبر المتضررين". وأوضح القيادي النقابي أن "التنسيقيات الآن أصبحت تلعب دورا أكبر، حيث تنظم نفسها والنقابات تساندها من الخلف"، مستدركا بأنه "رغم الإيجابيات الكثيرة، فإن الأمر فيه بعض من الأنانية، لأن الأساس في النضال هو تحصين الكل".