وفق مقاربة سينمائية حديثة، اختارت المخرجة والممثلة سناء عكرود في فيلمها الجديد "إطار فارغ" أن تتجرد من حسها الكوميدي، لتنقل معاناة المرأة القروية في مواجهة قسوة الحياة والمجتمع، وفق إيقاع درامي بطيء. رغم بساطة الحكاية، إلا أن الفيلم السينمائي يحمل في عمقه دلالات عميقة، من خلال قصة "فاطيم"، الفتاة الحامل في شهرها السادس التي وجدت نفسها في مغامرة البحث عن الذات والوجود، بعدما اضطرت إلى السفر إلى المدينة لتركيب عدسات نظارات تخص شيخ قريتها. تتوالى أحداث القصة، التي تجسد بطولتها سناء عكرود، لتنتقل "فاطيم" من محطة إلى أخرى، وتواجه عراقيل تزيدها تصميما على ملء الإطار الفارغ، إلى أن تفقد جنينها بسبب مظاهرة شعبية، صادفت وجودها في قلب الحدث، ما يغير مجرى حياتها ويجعلها امرأة ضائعة في مجتمع لا يرحم. عكرود أبرزت في ندوة نقدية، على هامش عرض فيلمها المشارك ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان أسوان لسينما المرأة بمصر، أنها "لجأت في فيلمها إطار فارغ إلى مدرسة العبث للتفاعل مع الأحداث ومسايرتها بشكل سلس، ومعالجتها لقضايا حقوق المرأة بشكل مختلف بعيدا عن التعصب الديني أو الجنساني تجاه أي فئة". وتابعت الممثلة والمخرجة المغربية: "هذا العمل أعتبره مختلفا تماما عما قدمته سابقا. شخصية "فاطيم" لمستها في أكثر من امرأة تسعى جاهدا إلى مساندة زوجها وتقاوم الصعاب من أجل الحياة، وهي نموذج لنساء كثيرات يعشن الخوف والتهميش". ورغم نقل "إطار فارغ" لتجربة المرأة المغربية القروية، من خلال اللهجة المغربية واللغة الأمازيغية، إلا أن عكرود تعتبر أن "فاطيم" وباقي شخصيات الفيلم تعكس تجارب نساء العديد من الأوطان العربية، وأضافت: "الشخصية التي قدمتها في الفيلم تمس كل فتاة عربية وغربية وليست مقتصرة على المغربيات فقط". وردت المخرجة المغربية على اختيارها لإيقاع درامي بطيء لفيلمها بالقول: "هو اختيار مقصود لاستعراض أحداث الفيلم، وفسح المجال أمام المتلقي ليعيش تلك الأحداث والمعاناة التي تعيشها النساء يوميا، وسط مجتمع يعاني من فقر الإمكانيات والخدمات". وعن ظروف التصوير، تقول سناء: "رغم ما مر به الفيلم من ظروف صعبة، إلا أني حرصت على خروجه بأفضل صورة فنية ممكنة"، مشيرة إلى أن "إطار فارغ" لم يحصل علي أي دعم من المركز السينمائي المغربي، ولذلك كانت الإمكانيات وقت التصوير محدودة للغاية. وتجسد بطولة الفيلم السينمائي، الذي يعرض لأول مرة خارج المغرب، سناء عكرود وسالي حمادة وخالد حمدان ومحمد ناجي بوراق، وهو من إنتاج مرزوني محمد وتصوير ولفانجو ألفي، وإخراج سناء عكرود.