قالَت الدكتورة نادية الإسماعيلي، وهي أستاذة بكلية الطب بالرباط، إنَّ "فيروس "أنفلونزا الخنازير" (H1N1) فيروس موسمي عادي شهدهُ المغرب منذ سنة 2009، لكنّهُ اليومَ عرفَ تهويلاً إعلامياً كبيراً، وأصبحَ المغاربة يعيشونَ "هاجساً" يومياً بسبب هذا الفيروس". وأضافت الدكتورة الخبيرة في الصحة العمومية، في ندوة هسبريس مباشر حول الوضع الصحي في المغرب، أنَّ منْ بينِ الأسباب، التي جعلت المغاربة يعيشونَ حالة "هلع" بسبب فيروس "أنفلونزا الخنازير"، "انعدام ثقة المواطنين في المنظومة الصحية العمومية"، مشيرة إلى أنَّ "الأمر يتعلق بحالة وبائية استثنائية لا تستدعي كل هذا الاستنفار والتهويل لأنَّ العدد المعلن عنه فيما يخصُّ الوفيات لا يدعو إلى القلق". واعترفتْ الإسماعيلي بارتفاع ثمن التحاليل المخصّصة لهذا الداء، إذ يصلُ إلى 1500 درهم مقارنة بالتحاليل العادية التي يصلُ ثمنها إلى 1200 درهم، وقالتْ إن "هذا الوباء ينتشرُ بسرعة كبيرة ولا ينتقلُ من الحيوان إلى الإنسان، لكننا اليوم لسنا أمام حالة وبائية خطيرة حتى يخرج المواطنون بكمامات في الشارع". وزادت الخبيرة ذاتها قائلة: "هناكَ عدد من المواطنين أصيبوا بالفيروس، لكنهم لمْ يقوموا بالمتابعة الطبية، ورغمَ ذلكَ ظلتْ حالتهم الصحية مستقرة، بينما هناك حالات أصيبتْ بالفيروس وتطوّر الوضع لديها حتى توفيت"، مشيرة إلى أنَّ "وزارة الصحة استنفرتْ كل وحداتها وقامتْ بتخصيص ميزانية مهمة من أجل عدم تسجيل وفيات جديدة". من جهة أخرى، انتقدتْ الإسماعيلي ما اعتبرته "تبخيس مجهودات الأطباء وتشويه صورة الأطقم الطبية داخل المجتمع، مشيرة إلى أن أصحاب البذلة البيضاء "أكفاء وساهموا في تحقيق نتائج مهمة في المجال الصحي المغربي، فمعدل الأمد في الحياة أصبحَ يقارب الدول الأوربية، وهناكَ تطور كبير في قطاع الصحة". ورفضت الإسماعيلي توجيه اللوم إلى وزارة الصحة وحدها، قائلة إن "هناك تراكمات في المنظومة الطبية، وهذا ما جعلَ الطلب يتجاوز العرض". وأشارت إلى أن "المغاربة أصبحوا يطالبونَ بأحسن العلاجات، فمثلاً خلال الستينيات كان المغربي يكتفي فقط بأخذ الدواء من عندِ الطبيب، أما اليوم فأصبح يخصص ميزانية كبيرة للعلاج". وأوضحت الإسماعيلي أن هناك نقصا كبيرا في الموارد البشرية، بالإضافة إلى مشكل توزيع الأطر على الخريطة الترابية، فمعظم الأطباء يوجدون في محور الرباط ومراكش، بينما تعاني مناطق قروية من غياب الأطر الطبية"، داعية إلى طرح رؤية استراتيجية من أجل تحديد مكامن الضعف وتجاوز الهفوات".