اعترفَ جوزيب بوريل، وزير الخارجية الإسباني، بوجودِ معيقاتٍ داخلية وخارجية كانتْ تعكِّر صفوَ العلاقات بينَ مدريدوالرباط، لكنّها لمْ تصل إلى درجة القطيعة، مقراً بأنَّ "التّوتر في بعضِ الأحيانِ يكونُ مفيداً حتى تعرفَ قيمة الشّركاء الحقيقيين"، مشبّهاً ذلكَ ب"المشاكل التي تقعُ بين الزوج والزوجة داخل البيت؛ حيثُ لا يمكن لهذه المشاكل أن تدومُ لوقتٍ طويل وتأبى إلا أن تعودَ العلاقات إلى حميميتها"، وفق تعبيره. ودعا بوريل، الذي عقدَ اليوم الخميس جلسة مباحثات رسمية مع نظيره ناصر بوريطة، في إطار الزيارة التي يقوم بها العاهل الإسباني "ضون" فيليب السادس إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس، (دعا) الرباط إلى "تعزيز التعاون المشترك في قضايا الهجرة"، واصفاً إياها ب "مشكلة متعددة الأوجه يمكن استخدامها لخلق الخوف، أو على العكس من ذلك، يمكنُ اعتبارها مشكلا بنيويا يجب أن نتعامل معه بطريقة منظمة ومنضبطة". وقال رئيس الدبلوماسية الإسبانية: "يجب أن نغير الهجرة غير النظامية إلى هجرة منتظمة"، مورداً أنَّ "هناكَ أزيد من 800 ألف مغربي يعيشون في إسبانيا ويساهمون بشكل قوي في الإقلاع باقتصادنا"، مضيفا أن إسبانيا والمغرب "مقتنعان تمامَ الاقناع بالحاجة إلى زيادة تعزيز التعاون بينهما في إدارة الهجرة لتقديم نتائج أفضل في هذا الملف". وبدا بوريل متناغماً مع نظيره المغربي، خاصة في الشق المتعلق بملفات الهجرة، والأمن الإقليمي، ومحاربة الجريمة المنظمة. وبشأنِ اتفاق الصيد البحري الذي وصل مراحله الأخيرة، قال بوريل: "الاتفاق قد مرَّ عبر جميع المؤسسات الأوروبية وفي كل مرحلة كانت إسبانيا تدعم بقوة الرباط حتى يعودَ هذا الاتفاق بالنفع عليها"، معرباً عن ثقته في عدم وجود طعون أمام محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، رغم اعترافه بأنه "يمكن أن يكونَ هناك طعن أمام المحكمة لأن القانون يخول هذا الحق". وبخصوص قضية الصحراء المغربية، أقرَّ رئيس الديبلوماسية الإسبانية بأن مدريد "تؤكد دعمها للعملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة على وجه الحصْر للتوصل إلى تسوية لقضية الصحراء، في إطار قرارات مجلس الأمن، وهو موقف معروف، فإسبانيا ما فتئت تدافع عن مركزية الأممالمتحدة وتدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي للتوصل إلى حل سياسي في سياق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأكد جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، أن موقف إسبانيا من قضية الصحراء دقيق وواضح، وقال: "هو موقف الدولة الذي لم يتغير". وحولَ الوضع السياسي الذي تعرفهُ إسبانيا والمظاهرات الحاشدة التي خرجتْ في مناطق عدة ضدَّ الحكومة وما إذا كانت ستؤثر سلباً على الزيارة التي يقومُ بها العاهل الإسباني إلى المملكة المغربية، قال وزير الخارجية بوريل: "ليس هناك أي تأثير؛ فالوضع عادٍ وهذه زيارة على أعلى مستوى يقوم بها الملك الإسباني بمعية وزراء في الحكومة من أجل دعم وتعزيز سبل التعاون المشترك مع الرباط".