سلط المشاركون في اليوم الوطني للاستثمار، الذي عقد بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، الضوء، من خلال مداخلاتهم، على وضعية الاستثمار بالمملكة، وسبل النهوض به في ظل النموذج التنموي الوطني المنشود، الذي دعا الملك محمد السادس إلى بلورته وتجديده. وعرف اليوم الوطني، الذي حضره عدد من الأساتذة الجامعيين والخبراء والمقاولين، والذي نظمته المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، أمس الأربعاء، بشراكة مع الجمعية المغربية للاستثمار، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، مناقشة مستفيضة حول تشجيع الاستثمار، ومضامين الميثاق الجديد للاستثمار. كما تم تسليط الضوء من طرف المتدخلين على أسس الحداثة الاقتصادية، باعتبارها أنجع السبل لتحقيق التنمية الاقتصادية. وأكد مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بسطات، عبد الصادق الصادقي، في هذا اللقاء المنظم تحت شعار "الاستثمار وتنمية الحس المقاولاتي وريادة الأعمال.. ركائز استراتيجية في النموذج التنموي المنشود"، أن التنمية الاقتصادية يلزمها أن تمر عبر استثمار قوي وفعال، مشيرا إلى أن هذه القوة يجب أن تكون مدعومة بطبقة المقاولين والمهتمين بالمجال، الذين يجب أن يكونوا في المستوى. وأفاد المتحدث نفسه بأن المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير تعمل، في إطار تشجيع الاستثمار بالمملكة، على تلقين الطلبة الذين يلجونها أسس التدبير والتسيير، من أجل مقاولة حقيقية من شأنها الدفع بعجلة التنمية. وأوضح الصادقي، في هذا اللقاء الذي حضره أيضا مسؤولون عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وممثلون للمركز الجهوي للاستثمار بجهة الدارالبيضاءسطات، أن العامل البشري يعد الركيزة الأساسية في الاستثمار، مضيفا أن من يوجد على رأس المقاولات يجب أن يتمتع بحس مقاولاتي، الشيء الذي سيمكن من دعم وتشجيع الاستثمار، وبالتالي خلق نموذج تنموي حقيقي. من جهته، أكد رئيس الجمعية المغربية للاستثمار، جمال الدين بوكار، على أنه صار من الواجب على الخبراء والمهتمين بمجال الاستثمار وضع اليد على مجموعة من العراقيل التي تعيق الاقتصاد والتنمية، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات من شأنها مناقشة النموذج الاقتصادي، وطرح الأسئلة بخصوص ما إن كانت هذه الاستثمارات لها وقع على المواطن أم لا. أما الكاتب العام للجمعية، عبد الرزاق الزرايدي بن بليوط، فأوضح أن الحس المقاولاتي يعد روح الاستثمار، داعيا إلى ضرورة تغيير العقليات من أجل تحقيق نموذج تنموي اقتصادي جديد. وأكد المتحدث نفسه أن هذا الأمر لن يتأتى دون "رؤية جديدة تتميز بالحكامة والتفاعل، ويكون صلب اهتمامها تحسين مناخ الأعمال والإدارة"، مضيفا في هذا السياق أن "الحس المقاولاتي ينبني على ثقافة المقاولة والاقتصاد، ولهذا توجد بلادنا في مفترق الطرق". ودعا الكاتب العام للجمعية إلى ضرورة العمل على تشجيع الحس المقاولاتي في صفوف التلاميذ والطلبة "حتى نتمكن من تحقيق الرفاهية والتقدم الاقتصادي لتجاوز المشاكل الاجتماعية والبطالة وغيرهما، والتأسيس لنموذج تنموي حقيقي يكون قادرًا على استيعاب جميع الفئات المجتمعية". وعرفت المداخلات الأخرى التي عرفها هذا اللقاء التركيز على ريادة الأعمال كركيزة استراتيجية في صلب النموذج التنموي الجديد، وتقديم حلول لمجمل المشاكل المطروحة التي تعترض المستثمرين.