اتهمت طالبات بكلية علوم التربية بمدينة العرفان بالرباط أستاذاً جامعياً ب"التحرش الجنسي واستغلال موقعه من أجل الانتقام منهن بعد رفضهن الانصياع لنزواته"، وهو ما قلن إنه يضع مستقبلهن الدراسي على المحك. ويتعلق الأمر، وفقاً للمعطيات التي حصلت عليها هسبريس، بأستاذ للتعليم العالي مشرف على ماستر يدرس باللغة الفرنسية بكلية علوم التربية، وجهت له اتهامات من قبل طالبات من بينهن (ف. ز. و) و(ن. ش) بالتحرش الجنسي بهن. ودخلت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على خط هذه الاتهامات بتوجيهها رسالة إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالرباط، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، ورئيس جامعة محمد الخامس، وعميد كلية علوم التربية، مطالبة بفتح تحقيق في الشكاية الواردة من الطالبات وتوفير الحماية لهن مما يتهددهن من انتقام. وجاء في الشكاية التي تتوفر هسبريس على نسخة منها أن الجمعية الحقوقية اطلعت على تسجيل صوتي لحوار دار بين الطالبة "ف ز و" والأستاذ المعني داخل مكتبه بالكلية، بعد الساعة السادسة والنصف، "يوثق صوت الأستاذ وهو يعمد إلى الاقتراب من الطالبة ليلمسها ويحاول تقبيلها، مع نوع من التهديد بأنها هي من ستضطر إلى تقبيله، معتبرا ما أقبل على فعله فرصة يمنحها لها، عليها أن تعرف كيف تستثمرها لصالحها". كما صرحت الطالبة الثانية "ن ش"، تضيف المصادر ذاتها، ب"تعرضها للتحرش عن طريق مكالمة هاتفية من الأستاذ نفسه، وبعدما رفضت ما طُلب منها ولم تعاود الاتصال به وتساير اقتراحاته، أصبحت تتعرض للتضييق والتهديد من طرفه، مع مجموعة من الطالبات رفيقاتها، ضمنهن الطالبة المشتكية الأولى". ودعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إلى التحقيق في شكوى الطالبات، "نظرا لأن هذه الممارسات تندرج ضمن أصناف العنف الجنسي والنفسي المنتهك لحقوق المرأة، والتي يجرمها القانون ويعاقب عليها"، مضيفة أن مثل هذه "المضايقات والتهديدات التي يقوم بها الأستاذ المعني، إن ثبتت، تعدّ، علاوة على ما سبق، مسا بليغا بمبدأ تكافؤ الفرص واعتداء على حق الطالبات في المساواة مع باقي الطلبة والطالبات، وعلى حقهن في التعليم". وقال أب إحدى الطالبات المشتكيات، في تصريح لهسبريس، إن ابنته دخلت في عدة أزمات نفسية وإغماءات بالبيت والكلية بسبب "تداعيات موضوع التحرش الجنسي على مسارها الدراسي الذي بات مهددا اليوم"، موردا أنه يخشى أن ينتقم الأستاذ من ابنته ويعرقل بحث تخرجها باعتباره مشرفا على الماستر ويتحكم في الوحدات الدراسية. وأضاف المصدر ذاته أنه عقد عدة لقاءات مع عميد كلية علوم التربية وطرح عليه المشكل الذي تعاني منه ابنته منذ أشهر خلال الموسم الدراسي الحالي، غير أنه لم يحرك ساكناً ونصحه بطي هذا الملف بشكل ودي. وانتشرت في السنوات الأخيرة بالجامعات المغربية بشكل واسع مظاهر التحرش الجنسي أو ما بات يعرف ب"الجنس مقابل الماستر والدكتوراه أو النقاط"، آخرها ما عاشته كلية الحقوق بالمحمدية بعد تفجر فضيحة تحرش أستاذ بطالبة متزوجة.