قال محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، إن الإشعاع الثقافي المغربي وحضور المغرب في المعارض والملتقيات والأسابيع الثقافية "غير كاف لتحقيق الحضور القوي للثقافة المغربية بعمقها الاستراتيجي وتاريخها وثقافتها". وأضاف الأعرج، في سياق حديثه يوم الجمعة برواق مجلس الجالية بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في نسخته ال25، أن المرحلة المقبلة ستعرف عمل الوزارة في مجال الإنتاج الثقافي بآليتين، هما: آلية الصناعة الثقافية، وآلية الإنتاج الثقافي. آلية الصناعة الثقافية، حسب الأعرج، لا يمكن في إطارها الحديث عن ثقافة خارج الوطن وخارج ميكانيزمات لها آلياتها، التي تواكب التحولات المجتمعية والتقنية، وهو ما دفع الوزارة الوصيّة إلى "تدارك النقص القوي" في وجود الثقافة المغربية بالخارج. وآليات الإنتاج الثقافي التي يحتاجها المغرب، حسب وزير الثقافة والاتصال، جاء في إطارها إعادة إصدار مجلات "الثقافة المغربية" و"المناهل" و"الفنون"، قصد تصدير هذا الإنتاج الثقافي المغربي إلى الخارج؛ "لأن الوصول إلى ملتقيات ودول لا يمكن دون إنتاج ثقافي". تحديات الثقافة المغربية ما وراء الحدود تحتاج، حسب الأعرج، "مقاربات تشاركية بالدرجة الأولى والعديد من الميكانيزمات والوسائل، والعمل"، وتسائل "الحكومة والوزارة والباحث والسياسي والمجتمع المدني وأبناء الجالية المغربية بالخارج". وشكر الوزير في هذا السياق مجلس الجالية، الذي "أغنى معرض الكتاب بالعديد من الملتقيات والمنتديات الفكرية والحضور القوي لأبناء الجالية". وزارة الثقافة والاتصال المغربية، حسب وزيرها، "لا تنتج الثقافة، بل تؤطّر المجال وتواكبه"، وفي هذا السياق تعمل مع مجلس الجالية المغربية بالخارج على "الصناعة الثقافية" في ظل التحولات والهندسة الثقافية العالمية، لأنه "لا بد لنا من صناعة ثقافية حقيقية تتجلى في اقتصاد المعرفة". وإذا كان للمغرب "رجال ونساء كثيرون أعطوا الكثير لثقافته خارج الحدود"، فيمكن إعطاء هذه الثقافة الكثير أيضا عبر "تصدير الثقافة المغربية". تجدر الإشارة إلى أن المعرض الدولي للنشر والكتاب افتتح رسميا دورته الخامسة والعشرين بالدار البيضاء، يوم الخميس، واختار إسبانيا ضيف شرف للمرة الثانية، فاتحا الباب أمام أنشطة ثقافية وفنية وإبداعية ستستمر إلى الثامن عشر من شهر فبراير الجاري.