قال مدير المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، خالد آيت الطالب، إن مؤسسته خصصت، كإجراء استثنائي، مصلحة خاصة لمواكبة تدفق المرضى المصابين بالأنفلونزا الموسمية لتبديد تخوفهم من هذا المرض، مردفا بأن شخصين، فقط، توفيا داخل المركز ذاته بعد معاناة مع فيروس الأنفلونزا من صنف H1N1، المعروف بأنفلونزا الخنازير، وهما امرأة مسنة وطفل كان يعاني من الهشاشة على مستوى جهازه المناعي. وأشار آيت الطالب، وهو يتحدث للجريدة، إلى أن الوافدين على المركز الاستشفائي الجامعي لفاس من هذه الفئة من المرضى يستفيدون من النصائح الضرورية للتعامل مع الأنفلونزا الموسمية، مبرزا أنه يتم إرسال المصابين الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة إلى منازلهم لمتابعة العلاج بشكل عادي. وأوضح المسؤول ذاته أنه يتم الاحتفاظ بالطابق الرابع (D4) للمركز بالمرضى الذين تبدو عليهم أعراض تشكل نوعا من الخطورة على محيطهم، حيث يتم إخضاعهم للعلاجات الضرورية، لفترة قصيرة، باستعمال الأدوية المعمول بها لمعالجة الأنفلونزا الموسمية، قبل السماح لهم بالمغادرة. وأورد متحدث هسبريس أن 10 مصابين بالأنفلونزا الموسمية يوجدون، حاليا، قيد الاستشفاء بالمركز الاستشفائي الجامعي، وهم ممن ظهرت عليهم الأعراض الوبائية، ضمنهم مريضان يرقدان بقسم الإنعاش، مؤكدا أن الفحوصات التي أجريت عليهم أكدت إصابتهم بالأنفلونزا من النمط A، ومردفا بأنه لم يتم، حتى الآن، التحقق، عبر الكشف المخبري، مما إن كانوا مصابين بالنمط الفرعي H1N1، وهي العملية التي قال إن المعهد الوطني للصحة بالرباط هو الوحيد الذي يمكنه القيام بها بالمغرب. مدير المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس أشار إلى أن ممرضا واحدا تأكدت إصابته بعدوى أنفلونزا الخنازير من النمط الفيروسي A (H1N1)، دون أن تكون إصابته جاءت وهو بصدد مزاولة عمله، مردفا بأن المصاب بالعدوى غادر المركز بعد تحسن حالته الصحية. المسؤول ذاته أوضح أن أنفلونزا العصر في العالم بأسره هي من صنف فيروس H1N1 الذي لم يعد، بحسبه، يشكل خطرا على حياة الإنسان بعد أن تحول إلى الحالة الوبائية البسيطة، مبرزا أن معظم المصابين يشفون من أعراض هذا المرض في غضون أسبوع واحد دون الحاجة للخضوع للعناية الطبية. وأشار آيت الطالب إلى أن الفيروس المتسبب للأنفلونزا الموسمية، كجميع الفيروسات، يمكن أن يؤدي إلى حدوث حالات مرضية أو إلى الوفاة إذا ما ألم بإحدى الفئات الهشة من حيث المناعة، مثل الأطفال الصغار أو المصابين بالأمراض المزمنة، والنساء الحوامل، ومرضى القلب والسمنة، مؤكدا أن هذه الفئة في حاجة إلى التطعيم ضد الفيروس المسبب للعدوى، ويستحسن أن يكون ذلك في أواخر أكتوبر وبداية نونبر. وأوضح مصدر الجريدة أن المركز الاستشفائي الجامعي لفاس يؤمن التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية، مؤكدا، أيضا، توفره على عقار "تاميفلو" الذي قال إنه يجب استعماله إبان فترة الحضانة للفيروس، والتي تكون خلال 48 ساعة من التعرض للعدوى، لضمان نجاعته. إلى ذلك، تعيش باقي المستشفيات الكبرى بمدينة فاس حالة تأهب قصوى، غير معلنة، لمواجهة هاجس الهلع من أعراض مرض أنفلونزا الخنازير، إذ تم اعتماد إجراءات استثنائية للتكيف مع هذا الوضع الطارئ على أكثر من صعيد، كما هو الحال بالنسبة للمستشفى الجهوي الغساني بفاس. ومن بين أبرز تدابير حالة "الطوارئ" التي اتخذتها المؤسسات الاستشفائية بمدينة فاس فرض وضع الكمامات الواقية على المرضى قبل ولوجهم قاعات المستعجلات والعلاجات، كما أن الأطر الطبية والصحية بات واجبا عليها ارتداء هذه الواقيات بمختلف مرافق المستشفيات، حيث تخصص كمامات FFP2 للمصابين بالأنفلونزا الموسمية، والواقيات العادية لحماية الأشخاص غير المصابين. وفي ظل الحديث، خلال الأيام الماضية، عن ندرة دواء "تاميفلو" المضاد لفيروس H1N1 بصيدليات المؤسسات الاستشفائية، أكدت مصادر الجريدة توصل المستشفيات الرئيسية بمدينة فاس، أمس السبت، بشحنات من هذا العقار الذي تصنعه شركة "روش" السويسرية.