عندما غادر نزار البردعي مدينة سلا سنة 2015 صوب مقاطعة كيبيك الكندية، لم يكن له هاجس غير التحصيل الدراسي والعودة بعدها للاستقرار بالمغرب كي يسهم في بناء مغرب يتحرك. لكن، بعد ثلاث سنوات، وجد هذا الشاب البالغ 21 عاما نفسه يخطو خطواته الأولى في عالم السياسة، حيث يشغل حاليا مقعدا ببرلمان الشباب في الكيبيك في دورته التشريعية ال69. بيد أنه لا يفكر في شق مستقبله المهني بعيدا عن الوطن الأم. وبخصوص خيار الاغتراب، قال البردعي إن "هدفي كان هو الحصول على تكوين واكتساب تجربة من أجل العودة لاحقا للاستقرار بالمغرب من أجل المساهمة في تنميته". ويشير نزار البردعي، الذي يتابع دراساته العليا للحصول على دبلوم في المالية بإحدى مدارس مونريال، وكذا في العلوم السياسية بجامعة ماكغيل، إلى أن الحياة الجامعية الموازية فتحت له الأبواب نحو مزيد من النضج المدني والمهارات السياسية. وقد مكنه شغفه بالسياسة وقدراته التواصلية من أخذ الكلمة وإجراء محاكاة مباشرة وحقيقية أمام منظمة التجارة العالمية ومنظمة الطيران المدني الدولي. ولم يكن مفاجئا أن تمكن من الحصول على مقعد ببرلمان الشباب في الكيبيك. واليوم، يطمح الشاب نزار إلى استثمار هذه التجربة البرلمانية في المغرب بالتعاون مع فاعلين سياسيين وجمعويين بالمملكة. وقال "بما أن المغرب يتوفر اليوم على حكومة شباب وبرلمان للأطفال، فإن مشروعي سيكون هو إحداث برلمان جديد خاص بالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و27 سنة ويمثلون مشارب وآفاق مختلفة ويتمتعون بتكوين متنوع، مستوحى من نموذج مجلس النواب المغربي، دون أي تمثيل حزبي، ودون انتماء أو خط سياسي، بل يقوم على لعبة تناوب بين الأغلبية والمعارضة، من أجل إضفاء نوع من الانسيابية على اللعبة السياسية''. وأوضح أن كل عضو في هذا البرلمان ستكون له فرصة التعبير عن موقفه بطريقته الخاصة. فالشابات والشباب المغاربة الذين سيتم اختيارهم سيستفيدون من تكوين سياسي أساسي لإعدادهم لهذه المحاكاة. وأضاف أن "هدفي هو إعادة الثقة لشبابنا وتحفيزهم أكثر فأكثر من أجل الاهتمام بالحياة السياسية والنظام البرلماني لبلادنا وإعطائهم الفرصة للمساهمة بشكل أكبر في تنمية بلادهم من أجل ترسيخ المسلسل الديمقراطي الذي باشرته القوى الحية للبلاد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس". وأشار إلى أن الإجراءات الإدارية المتعلقة بخلق الجمعية التي ستنكب سنويا على إرساء برلمان الشباب بالمغرب جارية، مضيفا أن هذه الجمعية ستعمل أيضا على ضمان تثمين الشباب من جميع الأوساط للديمقراطية وإعطائها قيمتهما الحقيقية، وجعلهم يفهمون ويناقشون بشكل أفضل القضايا الكبرى التي تهم مجتمع الغد المغربي، وتطوير حس القيادة لدى الشباب. وقال الشاب البردعي "لقد منحتني بلادي الكثير وأنا ممتن جدا لها. إنني مرتبط بشكل كبير بقيمنا وتقاليدنا، لقد حان الوقت بالنسبة لي للعمل من أجل ضمان مستقبل أفضل ومساعدة مواطني بلادي. وأطمح لشق مسار قوي وذي جودة، قبل العودة نهائيا إلى المغرب، ومواصلة تطوير قدراتي في عالم السياسة والقيادة". وخلص الشاب المغربي إلى أن المثابرة والصبر والجدية والعزيمة هي مفاتيح النجاح التي اعتمد عليها، على الرغم من الصعوبات التي اعترضته في بدايات تجربته بالديار الكندية. *و.م.ع