يواصل مهرجان مسقط، في دورته الواحدة والعشرين، تحقيق الأهداف المسطرة من قبل القائمين عليه، مفلحا في استقطاب عدد كبير من الزوار، سواء من المقيمين أو السياح، وفق ما أكده خالد بن محمد بن عمر بهرام، مساعد رئيس اللجنة الرئيسية المنظمة للتظاهرة السنوية. مساعد رئيس بلدية مسقط لشؤون الخدمات أورد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أن الفعالية السنوية كانت مقتصرة إبان أول دورة سنة 1998 على الترفيه فقط خلال العطلة المدرسية البينية، قبل أن يتقرر تعديل البرمجة عبر العمل على إبراز الجوانب التراثية والثقافية والسياحية. وشدد خالد بهرام على أن التظاهرة لها دور كبير في الجذب السياحي، موردا أن المؤشرات تؤكد أن الزوار من جميع الجنسيات يقصدون بقوة القرى التراثية، سواء بمنتزه العامرات أو النسيم، ويتفاعلون مع العروض الفنية المقدمة. وكشف المسؤول ببلدية العاصمة أن المهرجان، الحامل لشعار "تواصل وفرح"، وفر لزواره فضاءات للترفيه استفادت منها الأسر وأطفالها، وأخرى لإبراز التراث العماني المتنوع، والمتضمن للصناعة التقليدية والفلكلور الشعبي والأكلات المحلية والأزياء العمانية، وغير ذلك، معتبرا أن "هذا التنوع في البرمجة أسهم في نجاح الدورة". وأكد مساعد رئيس اللجنة الرئيسية المنظمة للتظاهرة على أنهم مقتنعون بضرورة الحفاظ على الجانب التراثي والثقافي، مع السعي إلى التطوير المتواصل لتقديم برمجة تروق الزوار وتحقق الأهداف المسطرة. ولم يخف بهرام طموح المنظمين إلى استقطاب مليون زائر قبل نهاية المهرجان في ال9 من فبراير، مشددا على أن المؤشرات المسجلة إيجابية، وتبرز أن العمل الذي قامت به البلدية كمنظم رئيسي وباقي القطاعات الحكومية في مستوى تطلعات العمانيين والزوار عموما. ووجه مساعد رئيس بلدية مسقط لشؤون الخدمات الدعوة إلى المغاربة المقيمين بسلطنة عمان أو المتواجدين في باقي بقاع العالم لزيارة البلد والمهرجان، والتعرف على غنى التراث العماني وتنوعه. وحرص القائمون على الفعالية الثقافية والسياحية، التي انطلقت في العاشر من يناير، على استحضار التراث العماني بقوة؛ تجسد ذلك في القرية التراثية بمنتزهي النسيم والعامرات، والتي تضمنت معروضات الصناعة التقليدية لمختلف مناطق السلطنة، والمأكولات المحلية، وفولكلور البلد، وأيضا الفولكلور الدولي، زيادة على محاكاة أنماط الحياة بهذا البلد الخليجي عبر التاريخ لتقريب الزوار من عراقة السلطنة. وشهدت فعاليات المهرجان السنوي تنظيم عدد من الأنشطة الثقافية، سهرت عليها اللجنة الثقافية، بتنظيم مسرحيات ومسابقات، ومعرض لصور عمان في الخرائط التاريخية، من تقديم مكتب والي مسقط، محمد الشعيلي، ومعارض أخرى لمجموعة من المصورين الضوئيين، ومعرض آخر يقدم لمحات تاريخية عمانية لفنانين تشكيليين، وملتقى للنحت العماني الدولي، وندوات ومحاضرات.