بمقبرة الرحمة في الدارالبيضاء عصر اليوم الاثنين، ووري جثمان السيدة التي وافتها المنية بمستشفى الشيخ خليفة بن زايد آلِ نهيان نتيجة ما راج من إصابتها بفيروس "أنفلونزا الخنازير" (AH1N1). وشيّع أقارب الضحية، بعد صلاة الجنازة، جثمانها في جو من الحزن والتذمر من التهاون الذي تم التعامل به مع المصابة بالفيروس الخطير، بالرغم من كون وزارة الصحة تحدثت في بلاغ سابق لها عن أن الأمر "لا يدعو إلى القلق". ووجهت أسرة الراحلة انتقادات إلى وزارة الصحة وإلى المسؤولين عن المصحات الخاصة؛ إذ حمّل عماد الحبشي، شقيق الضحية، في تصريح لوسائل الإعلام بمستشفى الشيخ خليفة خلال قيام الأسرة بإجراءات تسلم الجثمان، المسؤولية لوزارة الصحة لكونها لم توفر الدواء الخاص بهذا الفيروس الذي كان من الممكن أن ينقذ حياة شقيقته. وتحدث زوج الضحية، في تصريح لوسائل الإعلام مباشرة بعد عملية الدفن، عن كون الإهمال كان سببا مباشرا في وفاتها، لافتا إلى أنها لم تتلق الدواء الخاص بالفيروس الذي حدده الطبيب، بسبب عدم توفيره من طرف الوزارة. وقال إن "السبب الحقيقي هو الاهمال، ثم فيروس إنفلونزا الخنازير"، مضيفا: "أحمل المسؤولية في وفاة امرأة مغربية مسلمة لوزارة الصحة، التي رغم مناشدتنا لها وللمندوبية، خرجت تتحدث عن عدم وجود الانفلونزا". وبعد أن حمل المسؤولية أيضا لإحدى المصحات الخاصة بفاس التي زارتها الضحية في البداية، وكذا لأحد الأطباء بمستشفى الشيخ خليفة، تحدث الزوج عن الحالة الصحية للرضيع قائلا: "إنه بدوره بين السماء والأرض، قد يتوفى في أي لحظة". من جهته، أكد شقيق الضحية أنها أصيبت منذ ال19 من الشهر الجاري بالفيروس، غير أنها لم تتلق العلاجات الضرورية بمدينة فاس، مضيفا: "هنا بالمستشفى، تم تشخيص الفيروس، لكن لم يتم منحها الدواء الخاص به". وشدد المتحدث نفسه، الذي كان يتحدث بحرقة، على أن وزارة الصحة، ممثلة في المندوبية، لم تقم بإحضار الدواء إلا في حدود أمس الأحد بعد الضغط الإعلامي، مشيرا إلى أن الرضيع "ما يزال في حالة خطر، ولا معلومات عن حالته بعد، وما إذا كان مصابا بدوره بالفيروس، لكنه يعاني من صعوبة في التنفس". واستنكر شقيق الضحية الطريقة التي تم التعامل بها مع هذه الحالة، موردا أن "الوصفة الطبية التي وصفت لها أكد أطباء فرنسيون نجاعتها، بيد أن الأسرة اكتشفت أن الدواء الخاص بالفيروس لم يقدم لها أصلا". وضرب المتحدث مثالا على إهمال المصالح الصحية بالمغرب بحالة زوجته التي أصيبت في وقت سابق بفيروس في فرنسا، لكنها تلقت العلاجات الضرورية وتحسنت حالتها الصحية في وقت وجيز. وكانت الوزارة قد خرجت أمس في بلاغ لها، بعد انتشار خبر إصابة سيدة بفيروس "أنفلونزا الخنازير"، لتؤكد أن حالات الإصابة بفيروس الأنفلونزا الموسمية "اش1ن1" "تعتبر عادية؛ إذ إن المنظومة الوطنية لليقظة والمراقبة الوبائية تسجل سنويا حالات الإصابة بهذا الفيروس خلال موسم البرد، كما هو ملاحظ بباقي دول العالم". وانتقد رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، علي لطفي، في تصريح سابق لهسبريس، وزارة الصحة، مؤكدا أنها "لم ترق بعد إلى تحمل مسؤوليتها في ما يتعلق بإخبار المواطنين، خاصة أن هذه الحالة من السهولة أن تنتشر في صفوف الأطباء وعائلة المريض". ودعا لطفي، ضمن تصريحه، مسؤولي القطاع الصحي إلى التحرك، "وإنشاء لجنة يقظة لمعرفة مصدر هذه الحالة، ومراقبة الحدود"، مشددا على أن "وزارة أنس الدكالي" مطالبة اليوم بعد هذه الواقعة ب"توفير الأدوية التي كانت تستعمل في عهد وزيرة الصحة ياسمينة بادو".