أثار الكاتب المصري يوسف زيدان جدلا خلال حفل توقيع روايته الجديدة "فردقان.. اعتقال الشيخ الرئيس"، على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، المنتقدة لعدد من الشخصيات التاريخية، من بينها صلاح الدين الأيوبي. وشن بعض الحاضرين هجوما على الكاتب الروائي بسبب ما وصفوه "تشويه سمعة عدد كبير من الرموز التاريخية والحضارة الإسلامية في مؤلفه"، وخاطبه أحد المتدخلين ب"أحقر كاتب في تاريخ مصر". ورد يوسف زيدان على اتهامه بإهانة الشخصية التاريخية صلاح الدين الأيوبي قائلا: "لم أقل إنه أحقر شخصية في التاريخ، بل قلت إنه من أحقر الشخصيات، كونه انقلب على جميع من أحسنوا إليه، ومنهم السلطان نور الدين". وأضاف زيدان: "أتمنى أن تكون الرواية محاولة لفهم وإعادة قراءة التاريخ والتراث الإسلامي بشكل صحيح، لأن الأمة العربية تمتلك مقومات حضارية لم تتوفر لكثير من الأمم الأخرى ومع ذلك تعيش واقعا مأزوما". واسترسل زيدان في حديثه عن روايته الأخيرة قائلا: "كنت في حيرة لاختيار شخصياتها؛ أولها الحسن ابن الهيثم، والثاني ابن النفيس، والثالث ابن سينا". وكشف الأديب المصري أن كتابة روايته الجديدة تطلبت منه أزيد من سنتين، وقال: "لم أعانِ في كتابة (عزازيل) كما عانيت في (فردقان)، ولذلك استمررت عامين في كتاباتها، وذلك من أجل تغيير الواقع المظلم الذي نعيش فيه من ألف سنة"، لافتا إلى أن بعض الشخصيات داخل الرواية خيالية، خاصة النساء، وذلك من أجل توضيح شغف الشيخ بالنساء. وتدور أحداث الرواية حول حياة ابن سينا في فترة اعتقاله بقلعة "فردقان"، الموجودة بوسط إيران في الوقت الحالي. وتحكي الرواية بشكل أدبي يمتزج فيه الواقع بالخيال الروائي عن ابن سينا، ابتداءً من مولده سنة 370 هجرية لأسرة مكونة من أب أفغاني وأم خوارزمية (حاليا أوزبكستان)، وحياته في منطقة وسط آسيا، ثم استقراره ووفاته في المنطقة الفارسية، حيث عاش النصف الأخير من حياته بين الري (طهران حاليًا)، وهمذان، وأصفهان.