فاجأ محجوبي أحرضان، رئيس الحركة الشعبية، الذي أعلن مغادرته قيادة الحزب منذ مدة، أعضاء المكتب السياسي في اجتماع مساء أول أمس الثلاثاء بالتراجع التام عن استقالته والابتعاد عن التدبير اليومي للحركة رافضا مطلقا التخلي عن رئاسة الحركة نافيا أن يكون قد صرح في يوم من الأيام بأنه قرر مغادرة قاطرة الحزب والاكتفاء بموقع شرفي باعتباره مؤسسا للحزب وأبا روحيا له، وقد أصيب أعضاء السياسي بخيبة أمل بعد تراجع أحرضان عن موقفه حيث خلط جميع الأوراق. "" وقال مصدر حضر الاجتماع أن صمتا مطبقا خيم على الجميع بعد أن صرخ أحرضان في وجه القيادة الحزبية متهما إياها بمحاولة طرده، واستعمال الفصل 31 الذي تم تنفيذ بنوده على أعضاء آخرين أمثال محمد المنصوري ومحمد سقراط وشدد على أن المكتب السياسي لا حق له في البت في موضوع مغادرته قيادة الحزب وأن ذلك من شأن المؤتمر وحده القادر على إقرار مغادرته أو تثبيته في موقعه. وكان المكتب السياسي ينتظر رد أحرضان على مقترحين تقدم بهما لإيجاد صيغة مناسبة ترضي أحرضان والمحيطين به، ويتعلق الأمر بإحداث مجلس للرئاسة شبيه بمجلس الحكماء لدى حزب الاستقلال أو مجلس معدل يحتفظ فيه الرئيس بدور المراقب للشأن الحزبي دون التدخل في السير اليومي لتنظيمات الحزب إلا أن موقف أحرضان الجديد قلب الموازين وكان مفاجئا لكل الحاضرين بمن فيهم محند العنصر الأمين العام، وبقدر ما أغاض أتباع العنصر أفرح القادمين من الحركة الوطنية الشعبية وذهب عضو بالمكتب السياسي إلى أن الموقف الأخير لأحرضان ناتج عن الضغوط التي تعرض لها من طرف المحيطين به الذين شرعوا منذ مدة في الحديث عن تأسيس حزب سياسي جديد وعلى رأسهم محمد بوطالب الوزير السابق. ولم يتمكن المكتب السياسي من مناقشة مشروع "بطاقتي" الذي أعدته لجنة خاصة ويتعلق بإعادة الهيكلة وفتح مقرات الحزب في الجهات والمناطق. وعقدت اللجنة الموسعة للحكامة الجيدة بالحركة الشعبية عقدت اجتماعا صباح أمس الأربعاء وقررت دفع دعوى قضائية ضد أحرضان والعنصر بتهمة العبث حيث صرح أنه قدم استقالته ولم يكذب المنابر الإعلامية التي أوردت ذلك في الوقت الذي ثمن المكتب السياسي والأمين هذه الخطوة. وكانت اللجنة المذكورة قد وجهت رسالة مفتوحة إلى قيادة الحركة متهمة إياها بالاستبداد وطرد المناضلين والتحكم في أموال الحركة وممتلكاتها وأنه بسبب هذه التصرفات تعرضت عشرات المرات إلى الهزات والانشقاقات والانقسامات ووصفت الرسالة المؤتمر الاندماجي للحركات بأنه تجمع خطابي لتكريس الفكر الفئوي والعنصري والشوفيني المريض الذي هيمن على الحركة الأم منذ انطلاقتها، ولم يكن سوى محطة أخرى للاتجار في التزكيات ولتأمين مصالح الرؤوس القيادية المسيطرة على الحركة الشعبية.