وسط شارع يعج بالمارة تنتشر عربات الخضر والفواكه بين محلات الحلي والمجوهرات.. ملابس داخلية وجوارب على قارعة الطريق تزاحم أرجل المواطنين.. هذا المشهد لا يقع داخل سوق أسبوعي، بل في شارع رئيسي وسط القلب النابض لمدينة وزان. هي فوضى .. في هذا الفضاء تسود فوضى عارمة صارت تثير حنق الكثيرين. ففي شارع شوفي، من أسفل زقاق الملاح إلى غاية حي الرمل وغيره، بالكاد يجد المارة ممرا ضيّقا يمرّون منه. فالأرصفة مُحتلة عن آخرها من لدن "الفرّاشة"، الذين يبسطون سلعهم بشكل عشوائي أمام البيوت والمنازل. هنا في شارع محمد الخامس تعرض الفواكه والحلويات والملابس والأواني المنزلية والمواد الغذائية و"البال" أو "التشاطارا" في مشهد موسوم بالفوضى، بالرغم من كون التجمع السكاني يضم إعدادية ثانوية، وبيوتا لكن ذلك لم يمنع هؤلاء من اتخاذ بوابتها ملاذا للبيع والشراء. ما إن يدلف المرء إلى الشارع حتى يسقط نظره على كل ما يمكن أن يخطر على باله، من أوان للطبخ، وكتب، وتجهيزات منزلية، وألبسة، وغيرها من الأشياء التي قد لا تصلح لشيء غير عرضها للبيع. بؤس الحياة جولة وسط الزحام كانت كافية لرصد حجم اللامبالاة والبؤس. إذ لا يحتاج المرء إلى الحديث مع "الفراشة" أو الإنصات إليهم ليعرف معاناتهم، فقسمات وجوههم تقول كل شيء. كما تفصح التجاعيد التي رسمت أخاديد على محياهم عن معاناة قاهرة يرزح تحتَ وطأتها من هو منهم في مقتبل العمر أو من تعدت سنوات عمره الخمسين أو الستين عاما. خلف الرواج الذي يخلقه "الفراشة" ووراء احتلال الأرصفة والشوارع العمومية تتوارى معاناة يعيشونها، قوامها غياب الدعم وشح العائدات من النشاط التجاري، مما يهدد هذا الفئة بالضياع ويوحدها تحت عنوان واحد هو الفاقة. مخاوف جمة تلك التي تسكن "الفراشة"، أفصح عنها بعض من تحدثت إليهم هسبريس.. "نحن مطاردون من قبل السلطة ومنبوذون من طرف السكان المجاورين، كيشوفونا مخالفين للقانون ولا أحد يهتم بأحوالنا ووضعيات أبنائنا، وهو ما يحُزَّ في نفسي أكثر"، يقول أحدهم. همُّ الاستمرار على قيد الحياة، الذي يسكن هذا الشاب، بالرغم من كل الإكراهات التي يصارعها رفقة المشتغلين في هذا القطاع غير المهيكل جعله يبذل جهودا لمزاولة أنشطة أخرى موازية كالاشتغال نادلا بالأعراس والمناسبات. للمجلس رأي عبد الحليم علاوي، رئيس جماعة بوزان، قال لهسبريس إن "المجلس المنتخب وفر وعاءات عقارية لإنجاز فضاءات بكل من حي النهضة والقشريين وساحة مسجد للا مهاني، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما تم تزويد هذه الفضاءات بالإنارة والماء الصالح للشرب". وأضاف أن دور المجلس ينحصر في مساعدة السلطة المحلية بالوسائل اللوجستيكية من شاحنات وعمال عند اتخاذ إجراء الحجز، وحملات تحرير الملك العمومي. وطالب بإخلاء شارع محمد الخامس وساحة المريتح والرويضة والفضاء المحاذي للسوق البلدي المركزي وكل احتلال للملك العمومي من المحلات والمقاهي وفي بعض الحالات من طرف الساكنة من خلال تحويش أراض بجوار المنازل بكل من حي النهضة وإكرام وتجزئة الدولة.