منذ ثلاثة عقود مضت، كانت شفشاون، قادرة على تحمل حركة السير والجولان في الوسط الحضري، لكنَّها اليوم صارت تعيش فوضى كبيرة لاتطاق، مشابهة لما يحدث بمدن كبرى كالدارالبيضاء وفاس مثلا، فاختناق شوارعها وأزقتها صار مشكلا، ويشكل خطرا على الراجلين فمابلك بالباعة أو الفراشة الذين استغلوا الأرصفة والشوارع على حساب تجار السوق المركزي من دافعي الضرائب الذين أعلنوا إفلاسهم واضطر بعضهم إلى غلق محله التجاري بعد احتجاج حول المنافسة غير القانونية. ومع ذلك تمادت ظاهرة احتلال الملك العمومي من طرف الفراشة وأصبحت تقدم صورة لا تشرف مدينة شفشاون، فالداخل إلى مدينة شفشاون القادم إليها من جهة بعيدة يعتقد أنه داخل إلى «فيلاج»، أو سوق قروي أسبوعي، خصوصا عند مدخل شارع مولاي عبدالرحمان الشريف وساحة الاستقلال وشارع عبدالكريم الخطابي، وصولا إلى باب العين ، وشارع مولاي علي بن راشد وساحة ادمومن، في المقابل تمَّ محو ساحة الاستقلال من الخارطة ، حيث كان من المفروض أن يكون هذا الفضاء ساحة للعموم أو حديقة أو باحة للاستراحة ، لكن للأسف تم إقبار دالية العنب وأقواس تشبه تلك التي بحديقة «الخصة». وللتذكير، ففي الشهور الأخيرة، أي بعد انتخابات السابع من شهر أكتوبر الماضي، أصبح وسط مدينة شفشاون فضاءً لكلّ من أراد أن يعرض تجارته، محتلين كل الأرصفة وجنبات الشوارع، وذلك على حساب المارة الذين فقدوا حقهم في المرور بأمان. وهنا ضاعت حقيقة المسؤولية عن هذه الفوضى بين السلطات المحلية والمجلس البلدي. ترى من يستفيد من انتشار الباعة في الشوارع، ومن يغمض عينيه تجاه استفحال مظاهر الفوضى؟ إن مدخل المدينة أضحى لا يعبر بتاتا عن ثقافة عمرانية، تختزل صورة المدينة، لكن للأسف هي صورة مشوهة. فمتى تتم تهيئتها بمواصفات راقية؟ وهل ننتظر زيارة ملكية إلى شفشاون حتى تتم تهيئتها بالسرعة القصوى وبمواصفات جذابة وفي غاية الجودة والاتقان؟ ما الذي يمنع السلطات المحلية والمجلس البلدي من نقل الطاكسيات إلى المحطة الجديدة بواد فوارة ، هذه المحطة التي هي جاهزة لاستقبالها بدل تكدسها في شارع مولاي ادريس وشارع مولاي عبدالرحمان الشريف وشارع عبدالكريم الخطابي؟