أصدرت نيابة أمن الدولة في السودان "نشرة حمراء" لاسترداد 28 صحفياً وناشطاً إلكترونياً مقيما بالخارج، توطئة لمحاكمتهم بتهمٍ تشمل "التحريض" و"تشويه السمعة". وقالت النيابة، حسب ما ذكرت صحيفة "الراكوبة" اليوم السبت، إن الخرطوم تعتزم ملاحقة واسترداد 28 صحفياً وناشطاً مقيمين خارج البلاد، تحت طائلة مواد في القانون الجنائي وقانون جرائم المعلوماتية، بتهم التحريض والإزعاج العام ونشر الأخبار الكاذبة، بجانب تشويه سمعة شخصيات طبيعية واعتبارية. وأشارت الصحيفة إلى أن لائحة الإتهامات شملت صحفيين وناشطين بالفضاء الإلكتروني؛ منهم 28 مقيمون خارج السودان أُصدرت في مواجهتهم "نشرات حمراء" متضمنة أوامر بإلقاء قبض. وحذر مصدر قانوني مسؤول المواطنين والمقيمين من الضلوع في أي نشر أو نقل مخالف للقانون من شأنه التشجيع والتحريض على العنف والتخريب. وكانت الأجهزة الأمنية السودانية فرقت، أمس الجمعة، احتجاجات شهدتها فضاءات متفرقة في الخرطوم، بينها بري والجريف غرب والدروشاب، وأيضا منطقة الصحافة. وقال شهود عيان، في تصريحات لموقع "باج نيوز" السوداني، إنه تم إطلاق الغاز المسيل للدموع ل"تفريق محتجين عادوا من مقابر بري لتشييع شهيد من المنطقة"، وفق تعابيرهم المتطابقة. وفي وقت نفسه ذكر آخرون أن الجريف، غرب الخرطوم، شهدت كذلك احتجاجات تدخلت السلطات بغية منعها، وجرى إحباط تقدمها نحو "شارع الستين" الشهير في الخرطوم. وخرجت منطقة الجريف بعد أن قُتل منها فتى يافع، يبلغ من العمر 15 عاماً، في مظاهرات أول أمس الخميس . ونفى المتحدث الرسمي باسم قوات الشرطة، اللواء هاشم محمد عبد الرحيم، وفاة ثلاثة مواطنين خلال المظاهرات التي شهدتها مناطق بولاية الخرطوم أواسط هذا الأسبوع. وواصل الأمني ذاته مؤكداً وفاة مواطنيْن، أحدهما متأثراً بإصابته فجر الجمعة، قاطعاً بعدم استخدام الشرطة للرصاص في تفريق المظاهرات. وقال عبد الرحيم ، في تصريحات صحفية، "وقع عدد من الإصابات، من بينها إصابات للمنتسبين إلى الشرطة"، مؤكداً أن "ولايات البلاد تنعم بالهدوء التام، ماعدا ولاية الخرطوم التي وقعت فيها تجمهرات غير مشروعة في مناطق مختلفة في الولاية". وتابع المسؤول الأمني: "بموجب القانون فرّقتها الشرطة مُستخدمة الغاز المسيل للدموع ،دون وقوع إصابات أو أي خسائر في الأرواح والممتلكات، ونؤكد بأن الشرطة لا تستخدم الرصاص في تفريق أي من المظاهرات". وأوضح اللواء عبد الرحيم أن هدف قوات الشرطة أمن وأمان الوطن والمواطن، ثم زاد في تصريحاته: "لا هم لنا سوى خدمة الشعب، وليس لدينا ما نخفيه". ودخلت احتجاجات السودان شهرها الأول وسط دعوات متنامية من منظمات نقابية ومعارضة للاستمرار في التظاهر، رغم سقوط 26 قتيلاً حسب احصائية حكومية وأكثر من 40 قتيلاً طبقاً للمعارضة.