قالت فريديريكا موغيريني، ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، إن " الأربعاء شهد حدثا إيجابيا بالنسبة للعلاقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن صوت البرلمان الأوروبي بفارق شاسع لصالح إعادة تجديد الاتفاق الفلاحي الذي يجمع بين الطرفين"، مشيرة إلى أن "الاتفاق سيعطي روحا جديدة وسيسطر حقبة تاريخية أخرى من التعاون". موغيريني التي كانت تتحدث في ختام لقائها بوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مساء الأربعاء بالعاصمة الرباط، أضافت أن "المغرب بلد مفتاح ولدى الاتحاد الأوروبي شراكات تاريخية معه، كما أنه حليف طبيعي واستراتيجي"، وشكرت البرلمانيين الأوروبيين على "نظرتهم العميقة للاتفاق الفلاحي الذي بدا معقدا في البداية لكنه انتهى بشكل جد إيجابي". وأشارت موغيريني إلى أن "النتائج تحققت بفضل اشتغال الاتحاد والمغرب جنبا إلى جنب"، مشيدة بالتطور الذي يشهده المغرب على عدة أصعدة، مبدية استعداد الاتحاد الأوروبي لدعم مسار المملكة في الإصلاحات التي تبنتها، موردة أنه "تم تسليم 30 مليون يورو إلى المغرب خلال نهاية دجنبر تهم ملف الهجرة، وبقية الأموال تأتي في الشهور القليلة المقبلة". وأوضحت موغيريني أن "الشراكة المغربية الأوروبية صامدة أمام كل الضربات، وستواجه كل من يريد أن يخلق أزمة بين المملكة والاتحاد"، مشددة على أن "الاتفاقية الجديدة تحتفي ب50 سنة من التعاون، في أفق الاشتغال لصالح القارة الإفريقية والمنطقة المتوسطية". وبخصوص الطاولة المستديرة التي جرت أطوارها في جنيف وتداولت قضية الصحراء، قالت موغيريني إن "الاتحاد الأوروبي ينظر بأمل كبير إلى اللقاء، ويترقب الجلسة الثانية في الشهر المقبل"، مسجلة دعم الأوروبيين لمساعي الأممالمتحدة ومبعوثها الشخصي هورست كولر. وفي السياق ذاته، قال ناصر بوريطة إن "الاتفاق الفلاحي بين الطرفين سيدخل حيز التنفيذ بعد إتمام المغرب لكل إجراءات المصادقة المنصوص عليها في الدستور"، مشيرا إلى أن الطرف الأوروبي أنهى عمله في هذا الباب، موردا أنه "بالمصادقة على الاتفاق، فإن المنتوجات القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة سيكون لها نفس وضع بقية الأقاليم". وأضاف بوريطة، في الندوة الصحافية التي تلت لقاءه بالمسؤولة الأوروبية، أن "زيارة موغيريني إلى المغرب مهمة جدا، وتأتي في سياق تجديد الاتفاق الفلاحي بعد مسار قضائي كبير"، مشيرا إلى أن "الاشتغال على هذا اليوم دام لأزيد من سنتين ونصف، تحلى خلالها كلا الطرفين بروح المسؤولية اللازمة". وأردف المسؤول الحكومي المغربي أن "تصويت البرلمان هو تتويج لمسار العلاقات بين المغرب والاتحاد"، لافتا إلى أن "أهم نقطة في المصادقة على الاتفاقية الحالية هي دخول أطراف سياسية واسعة على خط الموافقة، فضلا عن كونها حظيت بأعلى نسبة تصويب إيجابي في علاقة الاتحاد الأوروبي ببلدان خارجية". ووصف بوريطة الاتحاد الأوروبي ب"الصديق"، مشددا على أن "توقيع أي اتفاقية رهين بضم الأقاليم الجنوبية إليها"، مشيدا بالاستقرار والرؤية الاقتصادية التي يتوفر عليها المغرب، والتي مكنته من تبوء أدوار مهمة في إفريقيا.