اعتقلت الشرطة الفرنسية 24 شخصا، في العاصمة باريس، لهم صلة بمظاهرات جديدة نظمتها حركة "السترات الصفراء". وقالت متحدثة باسم الشرطة، ضمن تصريح صحافي اليوم السبت، إن "هؤلاء المتورطين كانوا يحملون سلاحا محظورا، أو شكلوا جماعة ربما كانت تخطط لارتكاب أعمال عنف". في باريس، وأماكن بعيدة في فرنسا، تظاهر أصحاب "السترات الصفراء"مرة أخرى ضمن احتجاجات، اليوم السبت، للاسبوع التاسع على التوالي. وأظهرت لقطات تلفزيونية مئات من الأشخاص في مواقع عديدة، من بينها"ساحة الباستيل"، يرتدون "السترات الصفراء" ويحملون لافتات مكتوبا عليها "أوقفوا عنف الشرطة" و"ماكرون ارحل". وفي مدينة بورج، وسط فرنسا، تجمع حوالي 1200 من الأشخاص بحلول منتصف النهار، طبقا لمسؤولين محليين في هذه المنطقة. وقالت متحدثة باسم الحكومة المحلية إن جميع المظاهرات سلمية على الرغم من أن الشرطة اعتقلت 17 شخصا في بادئ الأمر. الشرطة الفرنسية استبقت الاحتجاجات بنشر حوالي 80 ألفا من مسؤولي الأمن في مختلف أنحاء البلاد، من بينهم خمسة آلاف في باريس وحدها. ويُنظم أصحاب "السترات الصفراء" مظاهرات في فرنسا منذ منتصف نونبر الماضي، حيث غالبا ما يتورط المتظاهرون في اشتباكات مع الشرطة. وبحلول عيد الميلاد "الكريسماس" بدا أن الدعم للحركة يتراجع ميدانيا، لكن مع مطلع العام الجديد بدأ عدد المتظاهرين يرتفع مرة أخرى. وشهد يوم السبت من الأسبوع الماضي تجدد أعمال العنف في العاصمة باريس، حيث وصل عدد المتظاهرين إلى 50 ألفا طبقا لتقديرات رسمية. الشرطة الفرنسية استخدمت، اليوم، مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهري "السترات الصفراء" في محيط "قوس النصر" بشارع "شانزيليزي". ونظم آلاف المحتجين مسيرة صاخبة، متشبثة بالسلمية، في منطقة "غران بولفار" التجارية بشمال باريس، قرب المنطقة التي شهدت انفجارا مدويا، نجم عن تسرب للغاز في مخبزة، وأودى بحياة رجلي إطفاء ومواطن إسباني وأصاب نحو 50 شخصا. قال شهود إن الشرطة استخدمت مدافع المياه والغازات المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين اختاروا العنف، ورشقوا رجال الأمن بالحجارة والطلاء، بينما لم تقع اشتباكات كبيرة مع الشرطة، على عكس ما حدث في الأسابيع الماضية.