يظهر أنّ المجهودات التي يبذلها المغرب، خلال السنين الأخيرة، في مجال تحسين المناخ وحماية البيئة ووضع إستراتيجيات مستقبلية لتوفير نسبة مهمّة من حاجيات المملكة من الطاقة، اعتمادا على الطاقات المتجددة، قد بدأت تؤتي ثمارها؛ فقد صُنّفت المملكة، في مؤشر عالمي جديد، ضمن الدول المتقدمة في مجال حماية المناخ. المغرب صُنّف في رتبة جدّ متقدمة في مؤشر أداء تغير المناخ CCPI، الذي تُصدره مؤسسة Germanwatch، إذ وُضع في الخانة ذات اللون الأخضر الفاتح، التي تَعني درجة عالية من الرغبة السياسية والمجتمعية في حماية المناخ، خلف دولة السويد، حيث احتلت هذه الأخيرة الرتبة الرابعة؛ في حين احتلّ المغرب الرتبة الخامسة، واحتلت ليتوانيا الرتبة السادسة. ولم تُصنّف أي دولة في المراتب الثلاث الأولى، ضمن الخانة ذات اللون الأخضر الغامق، التي تعني أقصى درجات الإرادة السياسية والمجتمعية في حماية المناخ؛ ويتمّ ترتيب الدول بناء على أربعة عشر مؤشرا، ضمن أربع فئات، وهي: انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والطاقة المتجددة، واستخدام الطاقة، وسياسة المناخ. وتميز مسار المغرب في مجال حماية البيئة باحتضان مؤتمر الأممالمتحدة حول المناخ COP22، سنة 2016 بمدينة مراكش، وتوسيع انفتاحه على استخدام الطاقات المتجددة، الريحية والشمسية، حيث دشّن أكبر محطة لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم، توجد في مدينة وارزازات. ونال المغرب 76.48 نقطة، في مؤشر Germanwatch، خلف السويد، التي نالت 76.28 نقطة، فيما احتلت ليتوانيا الرتبة الثالثة ب70.47 نقطة؛ ولعبت الطاقات المتجدّدة دورا كبيرا في الرتبة التي حصل عليها المغرب ضمن الدول التي تبذل جهودا في تحسين المناخ، بنسبة 20 في المائة. وتذيلت المملكة العربية السعودية ترتيب مؤشر التغيرات المناخية، الذي شمل ستّين دولة، بنيلها 8.82 نقطة من مئة، واحتلت الولاياتالمتحدةالأمريكية التربية التاسعة والخمسين ب18.82 نقطة، وجاءت إيران في الرتبة الثامنة والخمسين ب23.94 نقطة. ويرصد مؤشر أداء تغير المناخ CCPIسياسات الدول والجهود التي تبذلها في مجال حماية المناخ، ويهدف المؤشر إلى ممارسة ضغوط سياسية على البلدان غير المنخرطة بما فيه الكفاية في وضع سياسات وسنّ إجراءات بشأن حماية المناخ، في ظلّ المخاطر التي تحيق به جراء التغيرات المناخية المتنامية.