لا يمكنُ وصفُ سنة 2018 إلاّ بسنة "الانجازات الرياضية" التي أنْست المغاربة هُمومَ وأحزانَ سنوات عجافٍ من الهزائم وضياعِ الفرصِ. فقد تمكَّنَ الأسودُ من الوصول إلى المونديال الروسي للمرة الأولى بعد غيابٍ دامَ عشرين سنة. ورغمَ خروجهم من الدور الأوّل، أبان رفاقُ بنعطية على مستوى عالٍ وقدَّموا أطباقاً كروية احترافية. كما لا يمكنُ المرورُ على ضياعِ فرصة تنظيم مونديال 2026، الذي "سُرِقَ" من المغاربة في لحظة لم تنْجل خيوطها المتشابكة بعدُ. الأسود في موسكو.. الصحوة الوطنية كان المغاربة مع موعدٍ كروي استثنائي هذه المرَّة. فقد شاءت الأقدار أن يُتابعوا نزالات مُنتخبهم في تلك الأرضِ القصية جغرافياً، أرضِ "السُّوفيات". وهي المشاركة الأولى لرفاق بنعطية في أجواء المونديال بعدَ غيابٍ دام لأزيد من عشرين سنة. "تألق" و"سحر" "وقتالية عالية"، كانت هذه عناوين تصدّرت غالبية الصحف الدولية التي تابعت مشاركة أسودَ الأطلس في مباريات الدور الأول، ولعلَّ المباراة التي خلقت الحدث الكروي تلكَ التي جمعتْ الأسود بمنتخب "لاروخا" الذين فوجئوا بمستوى المغاربة وبحثوا إلى آخر دقائق المباراة عن تعادلٍ يقيهم شرَّ الثعلب الفرنسي، هيرفي رونار. ورغم "قساوة" الإقصاء ومرارة الخروج من الدور الأول، رحّب المغاربة بالأداء الرجولي الذي أبان عنه لاعبو المنتخب، الذين استطاعوا إذلال منتخبات كبيرة من قيمة البرتغال وإسبانيا. أمرابط .. "لي يجي بسم الله" هوَ صاحبُ العبارة الشهيرة "لي بغا ايجي .. بسم الله"، خلقَ الحدثَ في روسيا. نور الدين أمرابط، أو "البلدوزر" المغربي. كانت سنة 2018 بالنسبة لهذا اللاعب المُنحدر من الرّيف استثنائية، واستطاعَ ربحَ قلوب المغاربة الذين تعاطفوا معهُ في لحظة "عنفوانٍ شبابية"، قاوم إصابته ودخل بواقية رأس لم تَصمُد أمام حماس الرجل، فرماها مباشرة خلال المباراة، وهي حركة أشعلت لهيبَ المتتبعين وعشاق المستديرة. خيبة أمل..2026 كانَ إعلانُ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن فوز الملف المشترك بين أمريكا وكندا والمكسيك بشرف تنظيم بطولة كأس العالم لعام 2026، أمام الملف المغربي الذي فشل للمرة الخامسة في تحقيق حلم استضافة العرس العالمي (1994 و1998 و2006 و2010 و2026) بمثابة حمام ثلجٍ بارد نزل على قلوب المغاربة. وحصل الملف المشترك الذي يحمل شعار "متحدون 2026" على 134 صوتا، مقابل 65 صوتا فقط حصل عليها ملف المغرب. وصوّتت دولٌ عربية، مثل السعودية والإمارات والأردن والعراق والكويت ولبنان، للملف الأمريكي، وهو ما اعتبره عدد كبير من المغاربة ب"المفاجأة المدوية". وكان الوفد المغربي يُمني النفس بتحقيق المفاجأة أمام منافس شرس يضم 3 دول قوية نزلت بكامل ثقلها من أجل خطف حُلم المونديال من المغاربة، رغم وجود مؤشرات كانت تصب لصالح الملف الأمريكي. تألق المحترفين سنة 2018 كانت كذلك سنة تألق العديد من اللاعبين المغاربة مع فرقهم بمختلف المسابقات والدوريات المحلية والأوروبية، حيث في ألمانيا يواصلُ لاعبُ بروسيا دورتموند أشرف حكيمي مسلسل نجاحاته منذ مجيئه من القلعة البيضاء ريال مدريد. وكذلك بالنسبة للاعب أياكس أمستردام حكيم زياش الذي يبصم على مشوار رياضي كبير. بالإضافة إلى نبيل الزهر، لاعب "ليغانيس" الإسباني، الذي يواصل سلسلة عروضه الإيجابية في الليغا"، بقيادته لفريقه في تحقيق الفوز أمام الأندية الإسبانية. انتعاش البطولة المغربية خلال سنة 2018، انتعشت أيضا البطولة الوطنية بالمُستوى الجيد لبعض الأندية المغربية، في مقدمتها فرق الوداد الرياضي والرجاء البيضاوي وحسنية أكادير واتحاد طنجة، التي ضمنت التأهل إلى المسابقات الإفريقية وتمثيل الكرة المغربية في القارة السمراء. كما شهدت الكرة المغربية توافدَ مدربين محترفين إلى بطولة اتصالات المغرب؛ ما أعطى زخماً كبيراً للفرجة وحضوراً قوياً للأهداف والمتعة الكروية.