أفلحت مصالح الدرك الملكي، بتنسيق مع السلطات المحلية وعناصر من القوات المساعدة وممثلين عن المجلس الإقليمي للسياحة بمدينة شفشاون، في إنقاذ حياة سائح كندي ضل سبيله خلال رحلة سياحية بين جبال الجوهرة الزرقاء. وعاش إقليمشفشاون استنفارا أمنيا عقب توصل السلطات المحلية برسائل ونداءات استغاثة تفيد بتواجد سائح عالق بين جبال منطقة تسملال، بعدما قضى يوما كاملا تائها متحملا قساوة البرد والمناخ الجبلي. سعد بن عياد، الكاتب الإقليمي للسياحة بإقليمشفشاون، قال لهسبريس إن الأمر يتعلق بمواطن كندي من أصول عراقية، من هواة تسلق الجبال، تاه وضل طريق العودة، مشيرا إلى سلك السائح مسلكا غير الذي جاء منه. وأضاف بن عياد أن المواطن الأجنبي استعان بمساعدة صديق له من مدينة مراكش لإرسال نداء النجدة محددا موقعه عبر خدمة تحديد الموقع الجيوغرافي (GPS)، قبل أن يتواصل الأخير مع معارفه بمدينة شفشاون وتنطلق عمليات البحث والنجدة. وأشار الفاعل الجمعوي ذاته إلى وعورة تضاريس المنطقة الجبلية بجماعة تلمبوط، مستحضرا في هذا السياق ميول متسلقي الجبال إلى خوض المغامرة فرادى؛ الشيء الذي يعرضهم لمخاطر من هذا النوع. وأكد بن عياد لهسبريس أن عملية البحث استغرقت أكثر من خمس ساعات، بإشراف مباشر من قائد الدرك الملكي في شفشاون، وتنسيق مع عناصر من القوات والمساعدة وأعوان السلطة وممثلي المجلس الإقليمي للسياحة، كللت بالعثور على المواطن الكندي، الذي يبلغ من العمر حوالي 40 سنة، بمساعدة مفصلية من عناصر تابعة لجمعية المرشدين السياحيين بحكم درايتهم ومعرفتهم واطلاعهم المسبق على خرائط المنطقة. واستحضر المتحدث ذاته الحالة المزرية التي وجد عليها السائح، خاصة أنه قضى ليلة كاملة في العراء في غياب الأكل والشرب، وجرى توجيهه إلى مستشفى محمد الخامس بمدينة شفشاون حيث استفاد من الفحوصات الضرورية قبل أن يغادر المؤسسة الصحية. ونوه بن عياد بتضافر جهود كافة المتدخلين المساهمين في عملية الإنقاذ، مشيرا إلى أن "الواقعة تؤكد أن حادث إمليل يبقى حادثا عرضيا معزولا أراد الواقفون وراءه نسف السياحة الوطنية وتشويه صورة المغرب، وواقعة شفشاون رسالة إلى كل من يهمهم الأمر مفادها أن في هذا الوطن ما يستحق الحياة"، بتعبيره.